تمكن باحثون أميركيون من إنجاز تحليل مقطعي فيديو لموجة تسونامي المدمرة التي اكتسحت السواحل في اليابان منذ أكثر من عام وأودت بحياة نحو 20 ألف شخص، فيما اعتبره علماء أنه إنجاز سيوفر معلومات حيوية تساعد مراكز اتخاذ القرار والأبحاث في البلدان المعرضة لموجات مماثلة.
وقالت مجلة "نيوساينتست" البريطانية، في تقرير حديث لها، إن باحثين من جامعات أميركية مختلفة يدعون إلى تثبيت كاميرات الفيديو في مواقع مختلفة بشكل روتيني بغرض مراقبة موجات تسونامي.
يقول كوستاس سينولاكس من جامعة ساوثرن كاليفورنيا في لوس أنجليس: "لدينا التقنية، وهي كاميرات المراقبة.
وكل ما يتعين علينا القيام به هو توجيهها بالاتجاه الصحيح".
تطوير محاكيات الكمبيوتر
وأشارت "نيوساينتست" إلى أنه تم بالفعل تطوير محاكيات الكمبيوتر التي تساعد في فهم الطريقة التي تسلك بها موجات تسونامي عندما تكون في عرض البحر أو عند اقترابها من الشاطئ. إلا أنه بمجرد ارتطام الموجات بالبرّ، فإنه من الصعب التنبؤ باتجاه مسار المياه. فما بوسع المحللين عمله هو تسجيل آثار المياه على جدران المباني وغيرها من المنشآت بعد انحسار الموجات. يقول هرمان فريتز من معهد جورجيا للتكنولوجيا في سافانا بالولايات المتحدة: "لكن ليس لدينا أية فكرة بشأن مقدار السرعة التي تتحرك بها هذه الموجات".
وتعتبر هذه مشكلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بتصميم مبانٍ تقاوم تيارات مقبلة، وأيضاً فيما يتعلق بالتخطيط لإيجاد أفضل المسارات لإخلاء سكان المناطق المنكوبة. بعد حدوث موجة تسونامي المحيط الهندي في عام 2004، قام فريتز وسينولاكيس بتحليل مقاطع الفيديو التي التقطها ناجون في منطقة "باندا آسيه" في إندونيسيا، حيث قدروا سرعة الموجات بما يتراوح بين مترين وخمسة أمتار في الثانية. غير أن هذه المقاطع كان قد تم التقاطها على مسافة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات من الداخل، وذلك بعد أن بدأت الموجات تتباطأ.
وفي المقابل، فقد كان ميناء الصيد "كيسينوما" في اليابان على خط المواجهة خلال اندلاع موجة تسونامي في مارس عام 2011، والتي بلغت شدتها 9 درجات حيث ضربت منطقة توهوكو الساحلية. وقد تمكّن شهود عيان، كانوا قد هرعوا إلى أسطح المباني الخاصة بخفر السواحل والتابعة لحكومة مقاطعة مياغي، من توثيق مظاهر الدمار التي حلّت بالمنطقة باستخدام كاميراتهم الخاصة.
تحديد النطاق بالليزر
وتقول "نيوساينتست" في تقريرها، إن فريتز وسينولاكيس وزملاءهم استخدموا تلك المقاطع لتوثيق الحادث بشكل دقيق، وذلك من خلال تسجيل ارتفاعات المياه ومعدلات تدفقها أثناء غمرها لميناء كيسينوما. واستخدم الباحثون تقنية تحديد النطاق بالليزر للربط بين مجال الرؤية للكاميرا و بين إحداثياتها على أرض الواقع. وبذلك يمكنهم تصحيح حركة الكاميرات لحساب معدلات التدفق. وقد بلغ ارتفاع الموجات إلى تسعة أمتار داخل المدينة، فيما بلغت أقصى سرعة لتيارات المياه إحدى عشر متراً في الثانية، بما يعادل حوالي 40 كيلومتراً في الساعة، خلال ارتداد المياه باتجاه الشاطئ.
