لا يختلف الكثير من النقاد على موهبته كمطرب تميز في تقديم الأغنيات الوطنية والدينية والعاطفية وأغاني الأطفال، ويكفي أن لحن له موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ومحمد الموجي ومحمد سلطان وحلمي بكر وعمار الشريعي، ورغم هذا يرى أن حظه عسر وفرصه قليلة، ويعتقد أن هناك من يحاول إسقاطه بممارسة ضغوط عليه. "البيان" التقت الفنان محمد ثروت ليتحدث عن أسباب سوء حظه ونوعية الضغوط التي يتعرّض لها في الغناء، فإلى التفاصيل..
نبدأ بالحديث عن أغنيتك الأخيرة "برب طه والمسيح"، والتي دعوت الجميع إلى سماعها وفهم معانيها، فهل إقبالك على هذه الأغنية؛ لأنك كنت ترى أن الأمور في مصر ستأخذ طابعاً طائفياً؟
لا يقلقني أمر الفتنة الطائفية؛ لأني على يقين أن هذا الشيء مستحيل الحدوث على أرض مصر، وهذا ليس كلاماً مرسلاً فهو تاريخ، ولكن الأحداث المتلاحقة في مصر دفعتني إلى أن استحلف المسلمين بأغلى البشر وهو طه عليه السلام واستحلفت المسيحيين أيضاً بالمسيح لكي يحموا مصر من الظالمين الذين يحاولون الإيقاع بنا ويريدون إسقاط الدولة؛ لذلك كتبت كلمات الأغنية وقلت فيها "برب طه والمسيح احموا مصر يا مصريين".
رسائل وطن
ومن هم الظالمون من وجه نظرك؟ أقصد لمن كنت توجّه رسالتك في هذه الأغنية؟
كل من يحاول العبث بأرض مصر أراه ظالماً ـ ليس فقط لنفسه إنما ظالم لوطنه أيضاً وهو شيء سيحاسب عليه، وكل من أساء لمصر فهو ظالم، وكنت أقصده في هذه الأغنية.
فوجئ الكثيرون بعودتك إلى الحقل الغنائي بعد حالة الخصومة الشديدة التي طالت بينك وبين الغناء، فما سبب هذه الخصومة؟
لا يوجد بيني وبين الغناء أي خصومات، ولم أبتعد عن الغناء يوماً واحداً ولن أبتعد؛ لأن البعد عن الغناء أمر قد لا أطيقه أو أقدر عليه، ولكن عدم ظهوري بالشكل الذي يجب أن يكون، فهذا ليس بسببي وليس لأنني أعيش حالة خصومة مع الغناء والطرب، ولكن هناك أمور كثيرة أجهلها حتى الآن ولم تبدوا واضحة لي.
ماذا تقصد؟
أريد أن يجيبني أحد.. لماذا تم منعي عن الغناء في المناسبات الوطنية في أبريل وأكتوبر لأكثر من 12 عاماً، ولماذا لم يطلبني أحد للغناء في هذه الانتصارات رغم أنني قدّمت عدداً كبيراً جداً من الأغاني الوطنية ولاقت القبول لدى الجميع.
وهل أيضاً تم منعك من الغناء في حفلات ليالي التلفزيون؟
نعم، لم يطلبني أحد للغناء في حفلات التلفزيون رغم النجاح الذي كانت تحققه حفلاتي، وهذا بشهادة الجميع، واصطدمت بقيادات التلفزيون بسبب هذا الأمر، وحاولت أن أعرف الأسباب لكن الصدام انتهى دون جدوى، وانتهى دون أن يجيب أحد على سؤالي وهو: لماذا منعوني من الغناء في هذه الحفلات ومن الذي منعني؟!
استبعاد فني
هل على الأقل عرفت لماذا تم استبعادك من مهرجان الموسيقى العربية في دورته العشرين، وهل لديك أي تحليل منطقي عن هذا؟
كيف يمكنني أن أحلّل أمراً كهذا، فالقائمون على مهرجان الموسيقى العربية كانوا يختلقون لي أسباباً غير مقنعة تماماً من أجل أن يتم استبعادي منه، وكل من يحاول أن يسألني عن هذه الأمور لا أجد له إجابة، ولا أعرف ما الذي سوف أقوله لمن يسألني لماذا استبعدت من الغناء من قبل هؤلاء.
ولماذا كنت تستسلم لمخطط إسقاطك؟
هم أرادوا أن يسقطوني لكنهم فشلوا؛ لأن نجاحي يبقيني دائماً ويرد عنّي كل مخططاتهم.. وأنا حتى لم أحاول أن أفهم لماذا يفعلون بي هذا؛ لأن كبريائي يمنعني من أن أسألهم.. وعلى كل الأحوال شكراً لهم.
محمد ثروت، من أطلق عليه اسم "مطرب النظام"؟
أطلق عليّ هذا الاسم سعيد عبدالخالق رئيس تحرير الوفد - رحمه الله - ثم فوجئت بالإعلام يردد ذلك، مع أنني لم أكن يوماً مطرباً للنظام، فأنا أغني لمصر.
ولكن هناك من يرى أنك قدّمت أغاني للنظام؟
مصر دولة تردد عليها شعوب كثيرة، وهذا من قديم الأزل وليس معنى أنني أقدّم أغنية وطنية أنني أقدّمها للنظام، وكما قلت مصر هي الكيان الثابت الذي أغني له أما نحن فنتحرك ونذهب ويأتي غيرنا وأنا لا أغني لأشخاص بل لمصر الوطن.
بعد منعك من الغناء في أماكن بعينها.. كيف كنت تمارس الغناء طوال الفترة الماضية؟ ولماذا شعر الجمهور أنك غائب عنه؟
مهرجاناتي الغنائية لم تتوقف، بل كانت قائمة طوال الفترة الماضية، ولكنها للأسف تقام خارج مصر لدرجة أنني أصبح لديّ شك أنني معروف في دول الخليج أكثر من مصر، ولهذا شعر الجمهور أنني غائب.
بعد عن السينما
هذا عن الغناء.. فلماذا أنت أيضاً بعيد عن السينما والتلفزيون بعد نجاح الأدوار التي قدمتها في كليهما؟
لنفس الأسباب، لم يطلبني أحد في عمل، وإذا جاءني ورق لعمل جيد يناسبني فلن أتردد في قبوله، وأتمنى أن يكون عملاً يناقش قضايا اجتماعية؛ لأنني أفضّل هذه النوعية من الأعمال.
تميل إلى الغناء الشعبي الديني رغم نجاحك في تقديم الحالات الغنائية الأخرى لماذا؟
لأني متأثر بالنشأة الدينية التي نشأت عليها، فميلي إلى الغناء الديني له علاقة بتكويني وبشخصيتي وأنا أستمتع بهذه الحالات من الغناء.
مع عرفات
وما قصة صورتك مع ياسر عرفات.. وما الذي كان يربطك بالشيخ الشعراوي؟
صورتي مع الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت في العراق، حيث كنت موجوداً فيما يسمى هناك بـ"عيد الفن"، وكان يحضر هذا الاحتفال أكثر من 150 فناناً وفنانة.. وكنت دائماً أحرص على حضوره والتقيت بالرئيس عرفات هناك، أما الشيخ الشعراوي فكانت تجمعني به علاقة قوية ووطيدة وهو الذي عقد قراني ومن وقتها أصبحنا قريبين جداً وكنت أذهب إليه في المنزل وكنت حريصاً جداً على سماع كل خطبه.
هل صحيح أن الموسيقار محمد عبدالوهاب حضر حفل زفافك.. رغم أننا نعرف أنه كان لا يحضر أفراحاً؟
نعم جاءني ليلة زفافي هو وزوجته "نهلة"، وبالفعل حضوره أسعدني؛ لأني أعرف أنه ليس من السهل أن يحضر حفل زفاف أحد.
كيف تحافظ على نقاء صوتك؟
الصوت هو نعمة من عند الله سبحانه تعالى.. ويجب أن أحافظ عليه فأنا أبتعد عن التدخين وعن أي شيء يضر صوتي أو يعرضني للأذى.
