الممثل المسرحي عندما يُطلب منه عمل مسلسل أو فيلم كأنه خارج في نزهة؛ لأن المسرح هو المردود الفوري لعملك من خلال تفاعل الجمهور، أما السينما والتلفزيون فالمشهد يُعاد أكثر من مرة حتى يظهر ما يريده المخرج ..كلمات استهل بها الممثل الكوميدي المصري محمود القلعاوي حواره مع "البيان"، مشيرا إلى أن دراسته للقانون لم تقف دون اتجاهه نحو الفن ليقدّم أدوارًا مهمة عبر مشواره الطويل مع الفنانين محمد صبحي ومحمد نجم، مؤكدا أنه لا يرى نفسه يصلح في السينما ، وأن مسرحية "الجوكر" "وش السعد عليه" .. تفاصيل أكثر في الحوار التالي :

 

أسرة فنية

تنتمي إلى أسرة فنية.. فهل أفادك كون والدك هو الفنان عبد الحليم القلعاوي؟

أفادني بحكم المعاشرة والجينات، فكانت حياتي دائمًا في المسرح وكواليسه؛ لأن والدي كان يعمل في فرقة إسماعيل يس، وكنت أحضر المسرحيات مع والدي فأحببت المسرح جدًا، وأكثر ما أسعدني سلام ومداعبة إسماعيل يس لي، وأذكر وأنا في التلفزيون في بدايتي الفنية كان -رحمه الله- يصوّر أحد مسلسلاته وكان يرتدي ملابس مثل "جحا" واستوقفته وذكّرته بنفسي فسلّم عليّ بحرارة وحضنني بقوة.

قدمت أعمالاً مسرحية مع صبحي ومحمد نجم.. فكيف ترى الفارق بينهما؟

محمد نجم يعتمد أساسًا على خفة الدم في المسرح كما يفاجئني بأشياء غير مكتوبة في النص، فهو ممثل كوميدي هزلي، وأنا أحبه جدًا، بل وكلما أحب أن أضحك أشاهد محمد نجم، ونجم مثل صبحي بالنسبة إليّ كصداقة عمل، ولكن على المستوى الفني صبحي ممثل جاد يعتمد على الموقف لإسعاد الناس.

قلة أعمالك التلفزيونية والسينمائية مقارنة بالعمل المسرحي.. ما سببها؟

المسرح هو مفجر طاقات الإبداع، وهو أساس التمثيل،الممثل المسرحي عندما يُطلب منه عمل مسلسل أو فيلم كأنه خارج في نزهة؛ لأن المسرح هو المردود الفوري لعملك من خلال تفاعل الجمهور، أما السينما والتليفزيون فالمشهد يُعاد أكثر من مرة حتى يظهر ما يريده المخرج.

رغم تصنيفك كممثل كوميدي شهير إلا أنك لم تصادف دور البطولة.. لماذا؟

أنا عملت نحو ثلاث مسرحيات من بطولتي هي "وراك وراك" و"هات من الآخر"، "حمري جمري"، ولكن هذا الأمر لم يشغلني مطلقًا، فالمهم بالنسبة إليّ أن أقدّم دورًا يعجبني، كما أن البطولة شيء متعب والمسرحية لو فشلت لن أعمل ثانية؛ لأنها مرتبطة باسمي، والمهم في النهاية كما قلت هو الدور الذي سأؤديه.

 

توهج فني

ما أكثر فترات توهجك الفني؟

كانت بعد عرض مسرحية "الجوكر" مباشرة وكانت هذه المسرحية كما يقولون "وش السعد عليّ"، حيث وصل أجري في أول سنة عمل فيها 400 جنيه وتم رفع الأجر في السنة التالية ليصل إلى 600 جنيه، ولكن عندما طُلب منا أن نسجل لعرضها في التليفزيون مع مكافأة قيمة فوجئت بأن هذه المكافأة هي مبلغ 40 جنيهًا.

هل الفن كما يقولون "مالوش أمان"؟

أكيد الفن "مالوش أمان"، والدليل على ذلك قصة سأرويها لك: عندما كنت قاطنًا في حي العباسية بالقاهرة قبل أن أنتقل إلى مصر الجديدة كانت هناك حارة صغيرة أذهب من خلالها إلى حي السكاكيني ففوجئت بأن الفنان القدير عبدالفتاح القصري يقيم فيه، ووجدته على سرير بدروم، وقلت في نفسي "هل هذا هوالقصري أحد أهم أعمدة الكوميديا في مصر؟!!" فقد كان حاله صعباً للغاية، ومن وقتها تأكدت أن الفن "مالوش أمان" ولذا الحمد لله على الستر وعدم حاجتي إلى أحد.

هل طغى المسرح على السينما والتلفزيون داخلك؟

السينما صناعة في المقام الأول، فالممثل في السينما نصفه تمثيل والنصف الآخر صناعة من عمل المخرج، ولا أرى نفسي أصلح في السينما، لذا فضلت الابتعاد والتركيز في المسرح الذي أعتبره بيتي الأول والأخير.

 

المسرح على حاله

ما رأيك في حال المسرح هذه الأيام؟

أريد أن أقول وبصدق إننا لم نتحرك كوميديًا منذ ستينات القرن الماضي لا على المسرح ولا السينما ولا غيرهما، فالمسرح مازال على حاله والتكنولوجيا لم تدخله حتى الآن، والمستوى الفني غير مُرضٍ، فمازالت ستارة المسرح تُرفع وتنزل بـ"المنفلة"، فهل هناك مسرحية الآن في مستوى مسرحية "مدرسة المشاغبين" مثلاً رغم اختلاف الإمكانيات؟ لن تجد، لذا أنا حزين على حال المسرح.

 

 

ثورة فن

 

يرى الفنان محمود القلعاوي أن الفن لا بد أن ينزل للناس ولا ينتظرهم؛ بعد الثورة لأن الناس لن يذهبوا إلى العروض، ويجب تقديم أشياء جديدة تليق بالثورة، فكما حدثت ثورة في مصر يجب أن تحدث ثورة في الفن أيضًا.