اُكفُف مَلامَكَ مُحسِناً

أَو مُجمِلاً مُتَطَوِّلا

أَعَلى الحَماقَةِ لُمتَني

قَد كُنتُ مِثلَكَ أَوَّلا

فَدخَلتُ مِصرَ وَأَرضَها

وَالشامَ ثُمَّ المَوصِلا

وَقُرى الجَزيرَةِ لَم أَدَع

فيها لِحَيٍّ مَنزِلا

إِلّا حَلَلتُ فِناءَهُ

بِالعَقرِ كَي أَتَمَوَّلا

وَإِذا التَعاقُل حرفَةٌ

فَعَزِمتُ أَن أَتَحَوَّلا

فَاُنظُر إِلَيَّ أَما تَرى

حالَ الحَماقَةِ أَجمَلا

مَن ذا عَلَيهِ مُؤَنِّبي

حَتّى أَعودَ فَأَعقِلا

عَذَلوني عَلى الحَماقَةِ جَهلا

وَهيَ مِن عَقلِهِم أَلَذُّ وَأَحلى

لَو لَقوا ما لَقيتُ مِن حرفَةِ العَق

لِ لَساروا إِلى الحَماقَةِ رَسلا

أَذعَنَ الناسُ لي جَميعاً وَقالوا

يا أَبا العِجلِ مَرحَبَينِ وَسَهلا

فَبِها لَا عَدِمتُها صِرتُ فيهِم

سَيِّداً اُتَّقى وَرَأساً وَرِجلا

من قصيدة (اُكفُف مَلامَكَ)

أبو العجل

شاعر من العصر العباسي(؟ ـــ 232 هـ)