افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة مساء أول من أمس، المعرض الفني للتشكيلية الإماراتية «سلمى المري» في غاليري «سنيار» بحي دبي للتصميم، والذي حمل عنوان «+ حكايا الأرض» معرض يعكس رؤية فنية خاصة تعبر عن ذاكرة التاريخ، من خلال بحث الفنانة في آثار وجغرافية أرض الإمارات وكنوزها الثقافية، كما أطلقت المري كتاب «ثبات» الذي يستعرض مسيرة الفنانة التشكيلية، بحضور نوعي من المهتمين بالفنون.
رؤية جديدة
المعرض يستمر حتى الشهر المقبل، وتستعرض فيه الفنانة الإماراتية الرؤية الجديدة والتقنية التي ابتكرتها لمادة ألوان الأكريليك، وساعدت على إبراز المساحات التعبيرية المشبعة باللمسات التجريدية المفتوحة والممتدة فوق تدرجات وانسجامات لونية واضحة بين الألوان الترابية والألوان الحارة القوية، فمن خلالها تبني هيكلية عناصر لوحتها، وتلقي بظلالها الشكلية بمؤثرات بصرية متنوعة مع التركيز على ابراز التفاصيل الدقيقة والسماكة المختلفة والتنوع اللافت بين الغائر والبارز على سطح اللوحة، والخطوط الخزفية والتأثيرات التي تفتح عين المتلقي على متعة التأمل، واكتشاف روح واحدة تسيطر على أعمال المعرض وتؤكد الجو الدرامي للمنتج الفني.
آثار الإمارات
اللافت في أعمال المري اعتمادها على الوجوه ضمن سياق التعبيري والتجريبي، وشغفها بجمالية اللون وقوة تأثيره، وعن عنوان المعرض الذي وضع علامة (+) قبل حكايا الأرض، قالت سلمي المري في حديثها لـ«البيان»: وضعت هذه العلامة قبل العنوان نسبة إلى عرض أعمال بدأتها قبل هذا المشروع، وقد بحثت في آثار وتاريخ وتراث الإمارات عبر حقب تاريخية مختلفة على مر العصور حتى أنقل هذا التاريخ ومن بينها: الآثار المكتشفة في أرض الإمارات بداية من العصور الحجرية البرونزية، العصر الحديدي، فترة ما قبل الإسلام، العصر الإسلامي، والعملات المتداولة قديماً في المنطقة قبل قيام اتحاد دولة الإمارات. وتضيف المري: كما استغرقت في البحث عن جذور الحكايات القديمة الشفهية الأسطورية الإماراتية، واطلعت على كتب تتحدث عن تاريخ الدولة، وزرت العديد من المواقع الأثرية والمتاحف.
ساروق الحديد
تختزل لوحات المري حكايات تاريخية تتعمق تفاصيلها وتنكشف مفاهيمها من خلال رؤيتها التشكيلية والتقنية الجديدة التي تستخدمها، والتي ساعدت على إبراز لوحات المعرض التي وصلت إلى أكثر من 36 لوحة، وكأنها قطع أثرية من العصر القديم بعناصرها ومعالجتها الفريدة للألوان تحكي قصة مختلفة عن حقب تاريخية، وتحدثت المري علي اللوحة الأم والتي تحمل اسم حديث الهدهد وقالت: إنها عبارة عن جدارية 240×210 سم، تجسد أغلب آثار الإمارات ومكتشفات صاروج الحديد، ومنها القلادة التي استمد منها شعار اكسبو 2020، والتي اكتشفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتعود إلى ما يزيد على 4000 عام، في منطقة المرموم، وأطلق عليها صاروج الحديد، كما تحدثت الفنانة عن 13 لوحة فنية استعرضت فيها تاريخ العملات القديمة التي تم تداولها في الإمارات، وعبرت من خلال لوحة زنوبيا والتي قيل إنها سكنت جبال رأس الخيمة، عن بعض الرموز التاريخية القديمة.
ثبات
وقعت التشكيلية الإماراتية سلمى المري كتاب ثبات الذي استعرض مسيرتها الفنية وتحدثت عنه وقالت: عنوان الكتاب يعكس حالة الثبات التي أعيشها والتي أعلمها لأولادي، ويحتوي على أعمالي الفنية وأعرضها بطريقة مختلفة وعكسية بحيث يبدأ الكتاب عرض أعمالي الجديدة وينتهي بأعمالي في البدايات، وذلك في 270 صفحة من القطع الكبير، وقد أهداني مقدمة الكتاب الأديب محمد أحمد المر وبإضافته الأدبية والفنية والثرية بتقديمه لكتابي هذا، وإنما يمنح منجزي الفني بعداً آخر على الساحة والحركة التشكيلية.