يقدم المصور الفوتوغرافي الفرنسي المحترف أوليفييه إيسكارغيل، نخبة من الصور التي التقطها بعدسته خلال أسفاره في العديد من بلدان منطقة الخليج والهند وأثيوبيا خلال أسفاره على مدى 10 سنوات، وذلك عبر معرضه الفردي الأول بدبي «إقليم بلاد حدود» المقام في مقر الرابطة الثقافية الفرنسية دبي.
ويشكل المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، بانوراما شعرية تجمع بين الوجوه والأمكنة والطبيعة والفنون التقليدية والأزياء الشعبية وبيئة الحياة في مناطق نائية وغيرها، والتي تأخذ الزائر في رحلة بصرية تجمع بين الفن والمعرفة من الهند وشبكات الصيادين على سواحلها، إلى أثيوبيا وطبيعتها وناسها، وصولاً إلى اليمن وعمان والإمارات.
تحت النجوم
وتترك العديد من الصور أثرها العميق في نفس الزائر إما لتكامل عناصر الصورة بين كادر اللقطة والمضمون مثل صورة «تحت النجوم» التي التقطها في اليمن عام 2005، والتي تقدم ومضة من حياة أسرة قروية.
وتكمن جمالية هذه الصورة في عفوية اللحظة وديناميكية الحركة بين الطفلين والمرأة التي تركب على الحمار، وتكوين خلفية المكان.
أما الصورة التي تترك عميق الأثر في النفس لتنطبع في الذاكرة فهي «قربان السيادة» التي التقطها عام 2012 لأم تحمل رضيعها. ومحور قوة هذه الصورة يتمثل في نظرة الأم التي تبدو وكأنها تتواصل مع مشاهدها، لتسرد بصمت الكثير من قصص العذابات الإنسانية.
أهل البحر
ويعيش الزائر أجواء فريدة من نوعها أمام صورة «العالم وإمارة الشارقة» التي التقطها عام 2014، والتي تصور خصوصية بيئة أهل البحر وتجاره وبساطة الحياة التي لم يتخلوا عنها، والتي تتجلى من خلال جلستهم على أريكة بجوار ميناء المراكب.
ويتجلى جمال اللقطة الفنية في صورته «ألف ليلة وليلة» بالأبيض والأسود التي التقطها في منطقة حامر بأثيوبيا عام 2012، حيث يتوزع بعد الغروب عدد من الصبية على أغصان شجرة كبيرة جرداء، ليبدو الأطفال بديلاً لثمرها أو أوراقها.
عطر الظل
أما الصورة البانورامية بالألوان التي تختزل إيقاع حياة الريف وتاريخ عمارة حضارة اندثرت، فهي «عطر الظل وحديقة الورد» التي التقطها عام 2005 في اليمن.
ويتجلى عطر الصورة في فتيات أهل القرية اللواتي تجمعن حول خزان المياه لملء عبواتهم وتحميلها على الدواب. وما يزيد من جمالية الصورة إضاءة الشمس وظلالها وألوان الأزياء الفولكلورية.
سيرة إيسكارغيل
يجمع أوليفييه إيسكارغيل بين موهبة التصوير الفوتوغرافي والكتابة الإبداعية، وصقل أوليفييه هاتين الموهبتين بالصحافة. وكما يبحث في كتابته عن العمق الإنساني، يبحث في صوره عن روح الكائن وذاكرته.
ويري إيسكارغيل الحياة من منظور إنساني، حيث يقول إننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى البحث عن القوة الداخلية الكامنة بين ضجيج العالم والصمت.
