أطفال بعمر الزهور توافدوا مع عائلاتهم على مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بحي الشويهين بعد صلاة التراويح أول من أمس، ليشاركوا في الورشة الفنية التي أشرف عليها الفنان ناصر نصرالله.
حولت الجمعية باحة الدار مقراً للورشة، ولكن سرعان ما امتلأ المكان، لتضاف المزيد من الطاولات في القاعات الداخلية لاستيعاب عدد الأطفال الذي تجاوز 50 طفلاً، تراوحت أعمارهم ما بين 4 سنوات و12 عاماً.
في أجواء المرح والضحك، تعرّف الأطفال في الورشة على تقنية ألوان الباستيل (الشمع)، واستغرقوا في عالمهم الخاص، ليخرجوا منه بين الحين والآخر عبر حوارات وتعليقات مع من بجوارهم. ومع مضى الوقت بدأت رسومات الأطفال تتخذ ملامحها على الورق. كانت سارة فرج أميري التي ترفعت إلى الصف السابع، شخصية تلفت الانتباه بهدوئها وعمق تركيزها في الرسم. وما إن يتحدث المرء مع سارة حتى يدرك أبعاد هذا العمق والهدوء.
قالت سارة، (أعزف على الكمان منذ عامين، وأتابع دراستي الموسيقية في أحد مراكز الطفل. كما أحب تأليف القصص والأشعار وأشارك في العديد من المسابقات، كما أحب الرسم وإن لم أشارك في أية دورات) . في نهاية الأمسية قام أعضاء من مجلس إدارة الجمعية بجولة لاختيار أفضل عشرة رسومات. وبعد توزيع الهدايا من الألعاب على جميع الأطفال المشاركين في الورشة، قدمت الجمعية جوائز مادية للأطفال الذين تم اختيار رسوماتهم.
الرسم والصحة
يكتسب الأطفال على صعيد بنية الجسد العديد من المزايا خلال مشاركتهم في الورش الفنية، حيث يساعد استغراقهم في العمل الفني على تطوير قدرة التحكم بمجموعة من العضلات الصغيرة والكبيرة. فالرسم على مساحة كبيرة من الورق سواء على حامل أو على الأرض، يتطلب حركات طويلة المدى من الذراع، أما استخدام المقص أو الصلصال أو الرسم على مساحة صغيرة، فيتطلب حركة اليد والأصابع والمعصم. هذه الحركات تساعد الأطفال على التحكم بعضلاتهم ببراعة ودقة.
