من عوالم الخيال وفنون الابتكار نسجت الشقيقتان الإماراتيتان، فاطمة ومريم الهاشمي مفهوماً معاصراً للعباءات التي باتت بفضل جهود كافة المصممين من أبناء جيلهما تحمل بصمتها الوراثية العالمية، التي تستحضر الماضي بكل جمالياته، من دون أن تبدو «ريترو» أو سجينة القوالب والألوان النمطية، في قطاع الموضة المحتشمة التي تلفتها اليوم التفاصيل الديناميكية، رائجة بحضورها الرصين وأفكارها العملية لتعطي معنى جديداً لأناقة الشارع في مدينة دبي النابضة بالثقافات عبر عباءات تخلق واقعاً حيوياً للنهار وبياناً قوياً في الليل.
تؤكد فاطمة الهاشمي أن تصميم العباءات كان ولا يزال هو مشروع أنثوي نمارسه بالفطرة في وقت من الأوقات عبر تحريض الخياطين في ذلك الوقت على تغيير بعض التفاصيل في شكل العباءات الرائجة، لمنحها طابعاً خاصاً وشخصياً، ولكن أعتقد أن تلك الممارسات لم تتوقف عند هذا الحد بالنسبة إليَّ وشقيقتي مريم، فنظراً لما نتمتع به من ذوق مختلف ناتج عن معرفتنا المتعمقة بالموضة العالمية، وعشقنا للتصاميم والأزياء ولكن على طريقتنا الخاصة، قمنا وقبل افتتاح مشروعنا «هاش بوتيك» بمركز «وصل 51» قبل شهرين، بتقديم عروض لتصاميم عباءتنا الخاصة ضمن نطاق الأسرة والأصدقاء في منزلنا، ومع التشجيع والدعم أصبحنا أكثر حماساً للمشاركة في معارض وفعاليات ذات صلة بتصميم الأزياء في مختلف أنحاء الإمارات.
جهود مشتركة
وتضيف فاطمة: يعد هذا المشروع تحولاً من عالم مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كنا في مرحلة أخرى نمتلك حساباً على «إنستغرام»، وبدأنا من خلاله في العام 2015.
وجاءت هذه الخطوة ثمرة التخطيط والجهود المشتركة بيني وبين شقيقتي مريم التي تمتلك أيضاً عشقاً استثنائياً للخامات والأقمشة وفكرة الدمج بين كل ما هو شرقي بخطوط أو رشقات عالمية، حيث تكتسب العديد من الأفكار التي نضعها زخماً جديداً مع كل نغمة موسيقية تتردد أصداؤها بعيداً عن ساحات العروض وصيحات الموضة، فحرفتنا طرق أبواب الخيال على جسد القماش ومحاولة الكشف عن أبعاد جديدة مع كل إطلالة تتجاور وتنسدل وتنثني حول قوالب التصميم بمساحات تم ابتكارها عبر زخرفة وصقل وقص ودمج عناصر مختلفة، وبعفوية تامة، ومزجنا الأشكال الحادة التي تم تضخيمها بشكل متعمّد مع الغنى اللوني الواضح في كثير من الأحيان التي يطغى عليها الطابع الفني التصويري.
أسلوب معاصر
وتشير فاطمة إلى أن العباءات اليوم باتت تعبر عن التقنيات المعاصرة للموضة المحتشمة محلياً وعالمياً والتي خرجت من نطاق التحديد والنمطية في اللون والقصات، ولكنها لم تفقد بريق احتشامها الممتن للتقاليد والعادات المتوارثة، والفخامة تنبعث من بين طياتها وثناياها فتصيبك بحالة من الرضى المبطن لهذه المحاولات المتقنة ببراعة الابتكار والتأرجح بين الماضي والمستقبل.
عبر الخامات المستخدمة والقصات الجديدة، لتزيد من الجرعة الفنية والإبهار لما تم عرضه من قبل علامتنا التجارية العصرية والتي تحتفي بنقاء الخطوط وبساطة الأشكال، وتسلّط الضوء على التصاميم الجريئة والحادة التي اتّسمت بها المدنية، وتتجلى بساطة روح التصاميم من خلال الفساتين متعددة الخامات والأطقم التي تجمع ما بين الكاجول والرسمي في توليفة جميلة تعزز أرشيف الموضة المحتشمة المحلية، وتنبض بالحيوية والألوان والمتعة والقوة والمرح في آنٍ معاً.
الذوق العام
وتوضح فاطمة نحن وعبر علامتنا التجارية نتفهم الذوق العام في مجتمع متعدد الثقافات والتقاليد في دولة الإمارات وفي دبي تحديداً، شجع الفتيات والسيدات على تجربة تصاميم وتشكيلات مختلفة عما هو متوافر حالياً، وذلك من خلال توفير قطع إضافية من الأزياء المناسبة والتي تترافق مع تصميم العباءة المختارة بدءاً من أشكال بناطيل ريفييرا، معاطف صغيرة، جاكيتات بلايزر رزينة، أطقم من قطعتين ساحرة، فساتين ضيّقة في الأعلى وواسعة في الأسفل.
الأخوات «هاش»
وحول علامتهما التجارية «هاش بوتيك» توضح فاطمة أنه اختصار محبب لاسم العائلة «الهاشمي» ذاع صيته وانتشر في أوساط العائلة التي تعج بسيدات وفتيات يحملن اسم فاطمة أو مريم، لذلك فنحن الأخوات «هاش» حتى يسهل لفت الانتباه لنا وهو في الوقت ذاته الذي يعكس مفهوماً ريادياً عصرياً للعمل العائلي في مجال صناعة الموضة المحلية عبر تقديم الملابس الجاهزة والتصاميم التي تلبي رغبات العملاء.
