اعتزلت العالم على مدى أسبوعين، لتخرج بعدها إلى الحياة مصطحبة معها «غالية»، روايتها الأولى التي رأت النور بعد أن عاشت أعواماً في صندوق الأحلام المؤجلة، مع أحداثها وتفاصيلها ضحكت وبكت، ومع الصراع المتأجج في داخلها تباينت مشاعرها، فانهمرت إبداعاً حوَّل الحلم إلى واقع، وبثَّ الروح في أعماق «غالية» لتنتصر في النهاية على مخاوفها وانكساراتها المتتالية.
إنها الكاتبة والأديبة نجيبة الرفاعي، التي تعانق طبقات الغيم قاصدة مصر، حيث تتهادى روايتها الأولى على أرفف معرض القاهرة الدولي للكتاب، بانتظار توقيعها الذي سيعلنها روائية، ويضعها أمام تحدٍّ جديد في عالم الأدب الواسع.
حرية
«البيان» تواصلت مع نجيبة الرفاعي، إذ عبرت عن سعادتها بتجربتها الأولى في عالم الرواية، مؤكدة أنها كتبتها في أسبوعين، وعنها قالت: كانت فكرة كتابة الرواية تراودني منذ سنوات، وطال انتظارها في صندوق الأحلام المؤجلة، حتى تواصل معي المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة.
واتفقنا حول إصدار رواية جديدة لي، ومن ثم توقيعها في معرض القاهرة للكتاب هذا العام، ووجدتُ نفسي أمام وقت ضيق، أثار في داخلي تحدياً حقيقي، فاعتزلتُ العالم طوال أسبوعين، تذوقت خلالهما طعماً جديداً لم أعرفه من قبل، وشعرتُ بمساحاتٍ شاسعة أمامي تخاطب الإبداع في داخلي، ووجدت نفسي حرة بلا قيود، فحرية تناول الأماكن ووصف التعبيرات والانفعالات كانت أكبر مما توقعت.
وأضافت: كما أن الحوار الداخلي والخارجي أخذ حيزاً كبيراً وأشعرني بالإشباع، ووجدت نفسي أثناء الكتابة، بين عائلة جديدة عايشت جميع لحظاتها ومخاوفها وحالاتها وانفعالاتها النفسية.
عقدة نقص
وعن حبكة الرواية، قالت نجيبة: «غالية» الشخصية الرئيسية، فتاة تعاني منذ طفولتها من عقدة نقص، انطلقت من كونها ابنة لأب إماراتي وأم من جنسية آسيوية، لتكبر الطفلة ويكبر معها شعورها بالنقص، بسبب نظرة الآخرين إليها، وتعاملهم معها على أنها أقل مكانة منهم، وزاد هذا الشعور تخلي أبيها عن أمها، لتبدأ «غالية» في مواجهة تحديات كثيرة في مختلف المراحل العمرية، وتتمكن من تجاوز الأمر رويداً رويداً، لتتحول من شخصية ضعيفة منكسرة خائفة، إلى أخرى قوية قادرة على المواجهة.
وواصلت الروائية الإماراتية نجيبة الرفاعي سردها عن مضمون الرواية: تناولت الرواية الخوف والانكسار في مرحلة الطفولة، ثم مرحلة المراهقة بما فيها من عنف ومحاولة إثبات الذات بشتى الطرق، ومروراً بمرحلة الجامعة التي بدأت «غالية» تفهم فيها بالضبط معنى الحياة وأهمية الاعتماد على النفس، ووصولاً إلى مرحلة العمل التي نجحت فيها بالتصالح مع ذاتها.
إبداعات إماراتية
ويشارك المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة في فعاليات معرض القاهرة، إذ يُعقد حفل توقيع روايتين في جناح الدار المصرية اللبنانية، المشاركة في نشر وتوزيع الكتابين، وضمن خطة المكتب لنشر كتب إماراتية خارج الدولة للتعريف بالكاتبة الإماراتية من خلال مؤلفاتها الجديدة، الرواية الأولى بعنوان «سيف» للروائية فتحية النمر، والرواية الثانية بعنوان «غالية» للأديبة نجيبة الرفاعي.
وأكدت صالحة غابش مدير عام المكتب، أن هذه الخطوة كانت ولاتزال ضمن الأهداف الثقافية التي يسعى المكتب لتحقيقها عبر سنوات مضت.
حلقة
ذكرت نجيبة الرفاعي في حديثها إلى (البيان)، أن «غالية» ليست التجربة الحقيقية لها في عالم الرواية، بقدر ما هي حلقة الوصل ما بين انتقالها من القصة إلى الرواية، لافتة إلى أنها البداية في مشوار الألف ميل.
