احتضن مهرجان الشارقة القرائي للطفل وعلى هامش فعاليات البرنامج الثقافي محاضرتين حول الصحافة والطفل، وعوالم الطفولة الخيالية في ظل التقنيات الحديثة، نوقشت خلالها العديد من المجالات المتعلقة بإعلام الطفل، والمستجدات حول العالم في هذا المجال، وتم تقديم العديد من الآراء والمقترحات حول صياغة مستقبلية تنطلق بأدب الطفل إعلامياً، وإخراج محتوى من شأنه تعزيز إعلام الطفل في العالم العربي، كما حفلت الجلستان بالعديد من المداخلات التي قدمها متخصصون بشؤون أدب وثقافة الطفل.
صحافة الطفل
تحدثت فاطمة البرماوي في جلسة "الصحافة والطفل" التي أدارها خالد مسلط عن مفهوم صحافة الطفل، وقارنت بين الصحف الإلكترونية والمطبوعة، وتجربتها الشخصية في "موقع الطفل العربي"، وصحيفة بيلسان "أول صحيفة عربية للأطفال، وعزت أسباب عدم استمرار أغلب مطبوعات الطفل في الصدور إلى عدم قدرة السوق على تحمل مثل هذه الإصدارات، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم قدرتها على أخذ أي حصة من سوق الإعلان العربي، إضافة إلى أن الدخول للشبكة العنكبوتية من خلال المدارس أسهم في اعتماد الأطفال على هذه التقنية كمرجعية لتلبية احتياجاتهم الإعلامية وكبديل عن الصحافة المقروءة للطفل.
إطلاق وكالة
ودعا د. طارق البكري في ورقته المقدمة للجلسة ذاتها إلى مقترحين مهمين، يتعلق الأول يإنشاء وكالة أنباء للطفل العربي، يمكن أن يصدر في يوم الجمعة باعتباره يوماً قليل النشاطات، وفي ساعات ما قبل الظهيرة التي لاتشهد في العادة زخماً في المواد المنشورة، وبين أهمية استغلال فروع الوكالات أو الوكالة الإخبارية التي تتبنى المشروع لتقديم محتوى اعلامي من قبل الأطفال في البلاد التي ينتمون إليها وضم ذلك كله في مجموعة واحدة من شأنها أن تخرج في إطار محترف له دور إيجابي في تعزيز شعور الطفل العربي، وتأسيس جهة إعلامية خاصة بالطفل من شأنها أن تصبح مؤثرة ومهمة كلما امتد عملها، كما اقترح في الجلسة نفسها تأسيس صحيفة يومية للطفل العربي، وقدم تصوراته حول التأسيس والإدارة والعديد من التفاصيل الأخرى.
ووجه يعقوب الشاروني العديد من التساؤلات في أولى جلسات المقهى الثقافي عبر ورقته "أدب الأطفال فن وعلم"، تضمنت: إلى أي مدى يرتبط أدب الأطفال بالتربية؟، وماهي الاتجاهات المعاصرة في أدب الأطفال؟
وهل يكفي أن ينقل أدب الطفل وجهات النظر التي يعتبرها الكبار أكثر فائدة لتنشئة القراء الصغار؟، وترجمة أدب الطفل العربي إلى اللغات الأجنبية، وامكانات إعداد اجيال جديدة من المؤلفين لأدب الاطفال، وغيرها من الاسئلة المختلفة.وتنوعت المواضيع التي تطرق لها علي العبدان في جلسة "الأطفال والفن" لتتناول جوانب عدة بينها: الخط، واللون، والتشكيل، والرسم، والبصمة الذهنية، وشدد على أهمية أن يبدأ الطفل ممارساته الفنية بالطين قبل القلم والالوان باعتبار أن الطين يتشكل على ما يريده الطفل، بينما يقتصر القلم على يد واحدة، كما أكد على اهمية دراسة نفس الطفل من خلال طبيعة الألوان التي يرسم بها، وايجاد علاقة بين اللون وشخصية الطفل، وبين أن بناء الطفل فنياً يستلزم وجود عائلة تتذوق وتهتم بالفن، ويمكن تعزيز تجربته الفنية من خلال اصطحابه إلى المعارض والفعاليات، وزجه في المسابقات المختلفة، وتنمية مهاراته من خلال المتابعة، ودعم الميول والاتجاهات التي تعزز ذائقته الفنية الجمالية.
أخطار التقنيات
وحول أثر عوالم الطفولة الخيالية في ظل التقنيات الحديثة قالت نورة النومان:" عندما نتحدث عن اخطار التقنيات على الأطفال علينا أن نشير إلى الوالدين والاسرة باعتبارها البوابة التي يمكن أن يدخل منها الخطر إلى الأطفال أو لايدخل، فهما المسؤولان عن تربية الأطفال، والأعرف بشؤونهما اليومية المختلفة، وما إلى ذلك، ومن بينها التقنية الحديثة التي اعتدنا الصراخ بوجهها كما اعتدنا ذلك مع كل جديد يظهر في الساحة، من الأفضل أن لانعتبرها عدواً بعد أن اخفقنا في ربط أبنائنا بالكتاب، والتعامل معها بصورة مدروسة لتعويض القصور السابق، والحرص على تنظيم الوقت، والتكيف مع الجديد بصورة تضمن البقاء لا الفناء".
تنمية الذوق
قال يعقوب الشاروني:"من أجل أن نحقق أفضل النتائج في دراسة أدب الأطفال، لابد من دراسة الخصائص الأدبية، وتأريخ أدب الطفل، وأنواعه، وغير ذلك، إذ لايمكن فصل دراسة النص مثلاً عن الأدب باعتباره مسؤولاً عن تنمية الذوق الرفيع لدى الطفل، والحال نفسها تنطبق على الرسوم والإخراج، وعلينا ان نهتم بإعادة صياغة اعمال كبار أدباء الأطفال، والعودة إلى الأدب الشعبي كمصدر أساس لأدب الطفل، والحرص على التفريق بينه وبين الأعمال الدخيلة على الأدب والمجتمع والثقافة والقيم المعروفة.
