في اليوم الثالث من معرض أبو ظبي للكتاب، المقام في مركز أبو ظبي الدولي للمعارض، حتى 29 الجاري، تتواصل فعاليات مؤتمر أبو ظبي الدولي الثاني للترجمة، والذي انطلق الخميس تحت عنوان "تمكين المترجمين"، بتنظيم مشروع كلمة التابع لهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة.
وبمشاركة عدد كبير من الأكاديميين في هذا المجال، كما تتواصل فعاليات البرنامج الثقافي الذي يقام بمشاركة ضيوف المعرض من كتاب وباحثين وفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
والذين سيتم تكريم مساء غد الأحد، ولوحظ أن إقبال الزوار كان كبيراً على المعرض يوم العطلة الأسبوعية "الجمعة"، حيث جاء الأطفال برفقة أهاليهم لشراء الكتب التي يرغبون باقتنائها، باعتبار أن المعرض فرصة لمشاهد الكثير من العناوين التي جاءت بها دور النشر من كافة أنحاء العالم.
جلسات حوارية
وطرحت أولى الجلسات الحوارية المفتوحة لمؤتمر أبو ظبي الدولي الثاني للترجمة، مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بالترجمة وواقعها وآفاقها، وناقش المختصون والخبراء والمترجمون من المخضرمين ومن جيل الشباب، متاعب وشؤون هذه المهنة الإبداعية.
وخلال الجلسة المفتوحة الأولى للمؤتمر، التي أدارها الدكتور سعد البازعي، بحضور مصطفى سليمان مدير الورشة الألمانية، والدكتور كاظم جهاد مدير الورشة الفرنسية، والدكتور محمد عصفور مدير الورشة الإنجليزية، وفخري صالح مدير الورشة العربية. ناقش المشاركون ضرورة تطوير الجانب التطبيقي ومهارات الترجمة، بحيث تصبح رافداً مهماً للطروحات النظرية التي تتناول الترجمة بوصفها عملية معرفية وثقافية متعددة الجوانب.
تجارب متعددة
وأشاد فخري صالح بمشاركة مترجمين من أعمار وخبرات وجنسيات مختلفة في ورشات العمل، بالأخص طلبة من الجامعات الإماراتية، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيفسح المجال أمام المشاركين لاختبار كافة أنواع التجارب، وسيكون فرصة هامة لتبادل الأفكار ومعرفة الخصائص الجمالية للغات المستهدفة في الورشات.
وأشار إلى أن المشاكل التي يواجهها المترجمون متشابهة، بغض النظر عن اللغة الأم التي يتم النقل عنها، وهي نفسها التي يواجهها المترجم بالاتجاهين، رغم اختلاف البنية النحوية للغتي موضوع الترجمة، وشدد على ضرورة أن يقوم بتحرير النص بعد انتهاء الترجمة واحد من أبناء اللغة، مؤكداً على أن اللغات تتطور بالترجمة، وتأخذ بعداً أرحب، مؤكداً على ضرورة أن يحمل النص المترجم روح اللغة المنقول لها، ولا يُغرق في تغريبه.
حلول واقتراحات
وأشار مصطفى سليمان إلى مشاركة مدققين لغويين في ورشات العمل، جنباً إلى جنب مع المترجمين، سينعكس على فعل الترجمة. ورأى أن الترجمة ليست مشكلة، بقدر ما هي مجموعة من الحلول التي يقع على عاتق المخرج الماهر اختيار أنسبها، ومن واقع خبرته، قال إن المترجم يفكر بالقارئ، على عكس المؤلف، ونبّه إلى ضرورة ألا يدّعي المترجم أنه يملك الحقيقة.
فيما هو في الحقيقة يقدّم إمكاناته وقدراته. بدوره، نوّه كاظم جواد بمشاركة دارسي قانون واقتصاد في ورشات عمل مؤتمر الترجمة، ورأى أنها فكرة إيجابية وهامة، على الرغم من أنهم سيتصدون عملياً لمهمة ترجمة نصوص أدبية.
مقاربات
الدكتور محمد عصفور مدير الورشة الإنجليزية، قال إن ورشته ستتناول عملياً فكرة أن الترجمة هي مشروع قابل للاستكمال دائماً، عبر نفس المترجم أو غيره، وستشهد مقاربات بين أفكار عملية وأخرى نظرية، كمشكلة لفظ الأسماء وكتابتها، وستناقش ضرورة عدم تشويه الترجمة، من خلال تقليد بنية الجملة في اللغة الأخرى، ومشكلة المصطلحات الفنية والعلمية، ومشكلة القواميس والعبارات الدارجة، فضلاً عن مشكلة التغريب مقابل التوطين للتعبيرات الأدبية المترجمة.
