صدر "تاريخ القضاء في الإمارات" للباحث الإماراتي عارف الشيخ أخيراً في مجلدين، ممثلاً المصدر التاريخي المحلي الأوسع عن العهد القضائي في المنطقة، راصداً عبر جهد استمر قرابة عقد من البحث، الحقبة التاريخية للقضاء بدءاً من فترة ما قبل الاتحاد، قائلاً: "نعم.. كتبت عن القضاء قديماً في أيام الإمارات المتصالحة قبل قيام الاتحاد، لأنها فترة يكاد يجهلها جيل اليوم، فكان لزاماً علي أن أسجل للتاريخ والأجيال القادمة". وتضمن الكتابان أكثر من 500 صورة نادرة توازي المعاصرة التاريخية للمرحلة القضائية في دولة الإمارات.
فهرس
وثق الشيخ عدة محاور رئيسية لمنظومة القضاء في الإصدار وهي: القضاء من الإطلاق إلى التقييد ومواصفات القاضي ونبذة عن القضاء في الإمارات ومصطلحات يجب أن نعرفها والأوائل في تاريخ القضاء في الإمارات، مقدماً تفصيلاً نوعياً للقضاء في كل إمارة على حدة، إلى جانب منطقة خصب وبخا ودبا التابعة لسلطنة عمان، باعتبار أن أهل المنطقة احتكموا لتلك المناطق بحكم التداخل، إضافة إلى السيرة الذاتية لأبرز القضاة من خلال تناول جوانب حياتهم الفكرية والعامة، وتحديداً الأدبية والاجتماعية والنفسية، واسترسل الباحث بذكر بعض القصائد والطرائف الخاصة بهم، مبيناً أن هذه الشمولية تشكل جزءاً من التحليل التاريخي لأبعاد تلك الشخصية الثرية.
مرجع وطني
قدم مجموعة من المسؤولين والمثقفين والمتخصصين في المجال القضائي مقدمة للإصدار أبدوا فيها آراءهم عن محتواه وأسلوب طرحه وطرق استقصائه للمعلومة، تصدرهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مؤكداً أن الكتاب يعد مرجعاً يأخذ القارئ إلى مباحث دقيقة، بكل ما له صلة بموضوع القضاء من مثل: مهنة المحاماة، الإفتاء، أنواع القضاء، العقوبات، ونظام التقاضي، مع التأريخ لتشكيل المحاكم للمرة الأولى، وما كان يحدث في مجلس الحقوق والمحامين، واستحداث وظيفة كاتب العدل في محاكم دبي.
اجتهاد
ومن جهته أشار إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، أنه بالرغم من تفاوت هذه المعلومات من إمارة إلى أخرى، حسب توفر المصادر لدى الباحث، إلا أن عارف الشيخ جد واجتهد وبحث وسأل وسجل ما توصل إليه، وكان نتاجه هذا البحث المهم الذي كادت تغيب معلوماته بغياب كثير من المصادر الشفوية.
