يخرج بينالي الشارقة في دورته الحادية عشرة من أروقة المتاحف والأبنية، إلى الساحات العامة والمدن القديمة والفضاءات الخارجية في مدينة الشارقة. وتعتبر هذه النقلة الجديدة جزءاً من مستجدات كثيرة تحملها دورته القادم التي ستقام كما أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون خلال الفترة من 13 مارس إلى 13 مايو من العام المقبل.

كما تشمل النقلة النوعية للبينالي القادم، ثيمته الجديدة التي تتمحور حول النافورة في فناء العمارة الإسلامية، وما تتضمنه من دلالات وجماليات سواء على صعيد المياه أو العمارة الإسلامية، حيث ستحتفي الشارقة خلال أيام البينالي بمفاهيم ومشاهد فنية معاصرة ذات قيمة نوعية وطبيعة مختلفة عن السنوات السابقة، خاصة وأن قيَّمة البينالي اليابانية يوكو هاسيكاوا تمتلك خبرة واسعة في إطار مفهوم جماليات المكان والعمارة وارتباطها بالماء.

قالت هاسيكاوا التي عملت مديرة فنية ومؤسسة لمتحف القرن الحادي والعشرين للفن المعاصر (1999 2006) في كنازاوا، وشملت مسؤولياتها التصميم المعماري، والمقتنيات والبرامج، عن المنابع التي استلهمت منها ثيمة المعرض، "إن (الصحن) (الحوش) في المعمار الإسلامي مع الحوض والنافورة في وسطه، هو مصدر إلهامي".

فنانون مكلفون

وستقدم الأعمال التي كُلف بها 11 فناناً إلى جانب الأعمال الفنية الأخرى، لغة معمارية متطورة تربط بين المياه والمكان والعمارة، إلى جانب دعوة هاسيكاوا لنخبة من المهندسين المعماريين من لبنان وبلجيكا واليابان واسبانيا، للمساهمة في وضع تصوّر بنية عمرانية جديدة تربط بين المنطقة التاريخية وساحاتها وحداثة المدينة.

ومن ضمن الفنانين المكلفين الذين تم اختيارهم، الفنان الإماراتي ناصر نصرالله الذي تميز بخصوصية أسلوبه، سواءً على صعيد الفن التشكيلي أو الفن المفاهيمي المعاصر.

كما اختارت هاسيكاوا الأعمال الفنية التي تستكشف مدى تعقيد وتنوع الثقافات، والبيئات الاجتماعية المختلفة، والعلاقات السياسية، والأعمال التي تشجع على إقامة أشكال جديدة من الحوار، استنادا إلى خبرتها الطويلة في إشرافها على العديد من المعارض الدولية، وتجربتها في العديد من أبرز بيناليات العالم، وآخرها دورها كمستشار فني لبينالي فينيسيا الثاني عشر للفن المعماري (2010) وقيم مشارك لبينالي ساوباولو التاسع والعشرين (2010).

مفهوم البينالي

ما هو الفارق بين البينالي وبقية المعارض والمهرجان الفنية العالمية؟ أجاب الفنان اسماعيل الرفاعي، مسؤول النشر والإعلام في مؤسسة الشارقة للفنون قائلاً: "لايزال مفهوم البينالي بمثابة علامة استفهام لدى العديد من المختصين أو المتلقي العادي، وجميع الأسئلة في هذا الإطار مشروعة. علينا في البداية التنويه بأن لكل دورة من بينالي الشارقة مفهومها وأهدافها، مع ارتباطها بطبيعة وثقافة المنطقة. أما البينالي بصورة عامة، فهو بمثابة مختبر يقدم أحدث الأعمال التجريبية التي يتم من خلالها رصد تطور ثقافة الفنون، وبذا فإن البينالي لا يقدم نفسه كمرآة لمشهد الفن المحلي، فهو عملياً بمثابة منصة لتعريف الفنان المحلي بمستجدات الفنون ببعدها العالمي".

تصور

 

نعيش في أزمان متناقضة، حيث تتم التضحية بيقين الواقع ضمن بيئاتنا التي يزداد "التأمل" فيها، والمفارقة أن هذا الأمر أدى إلى شكلانية جديدة وكأننا نسعى إلى الالتحاق مجدداً برمزية الماضي التي أغرقتها النزعة التصوفية. نحن كائنات سريعة التمدن ومع ذلك، غالباً ما تكون النتيجة نزعة متزايدة نحو الفلسفة الريفية.

ولا بد لإنتاج المعرفة من أن يتأتى عن ارتباط نزيه وغير منحاز مع الواقع. وإذا كانت البيناليات أماكن تنتج معرفة جديدة، إذن لا بد وأن تكون مواقع للتحرر من التمركز حول الثقافة الأوروبية، والعولمة ومن أي أيدلوجية أخرى.

هاسيكاوا

 

يوكو هاسيكاوا هي القيّم الأقدم لمتحف الفن المعاصر في طوكيو وأستاذة نظرية الفن في جامعة تاما للفنون في طوكيو. وقد تولت منصب القيّم والمدير الفني المؤسس (1999 2006) لمتحف القرن الحادي والعشرين للفن المعاصر، في كنازاوا. وشملت مسؤولياتها التصميم المعماري، والمقتنيات والبرامج.

نشرت الكثير من الأعمال أثناء سيرتها العملية بضمنها مقالتها الأخيرة بعنوان "الإبداع الأدائي في أعمال الفنانات اليابانيات في خمسينات وستينات وتسعينات القرن العشرين، المنشورة في "المرأة الحديثة الفنانات المحدثات في (متحف الفن الحديث)" (2010).