تسلم الشاعر محمد عبد الله البريكي مؤخراً (بيت الشعر) في الشارقة، بعد أن كان يديره الشاعر والأكاديمي العراقي د. بهجت الحديثي. ويعتبر (بيت الشعر) من أنشط بيوت الشعر العربية، إذ واصل على مدى سنوات تقديم أمسيته الشعرية أسبوعياً بلا انقطاع.

 وعن الخطط المستقبلية قال البريكي في حوار خاص مع (البيان): (إن بيت الشعر في الشارقة كيان قائم تابع لمؤسسة ثقافية جعلت همها الثقافة وخدمة من يتعاطونها، مستلهمة نهجها ودعمها من راعي الثقافة والأدب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لذلك فأنا لن أبني جديداً على أنقاض، إنما سأحاول أن أضيف شيئاً جميلاً لهذا البيت الجميل).

هل ستتشاور مع الجهات الرسمية بصدد خططكم المستقبلية؟

في الفترة الحالية، تشغلني ثقافة التعايش مع المكان، ثم سأعرض رؤيتي للمستقبل على المسؤولين في دائرة الثقافة والإعلام للتشاور حولها، وسيتم الإعلان عنها تباعاً، وسيكون الإعلان في الغالب عن طريق التنفيذ لهذه المقترحات.

هل سيتم التركيز على الشعر الفصيح أم الشعر النبطي، وهل هناك تغيير في البرامج التي كانت تقام قبل توليكم هذه المسؤولية؟

يتبع لدائرة الثقافة مركزان متخصصان، هما بيت الشعر، وهو متخصص في التعاطي مع الشعر الفصيح، ومركز الشارقة للشعر الشعبي، وهذا لا يعني أن يوجد أحدهما في المكانين، فإذا كان هناك شاعر يكتب الفصيح والشعبي، فمن وجهة نظري أن هذا لا يتعارض مع خصوصية أحدهما، لكن التركيز في الغالب سيكون تخصصياً يحفظ الهوية لكلا المركزين من أجل إعطاء مساحة للعرض لكليهما.

ما المعايير والمقاييس التي تتبعونها في اختيار الشعراء لتقديمهم في ملتقيات بيت الشعر؟ هل الشهرة أم الشعرية أم مدى صلة الشاعر بالواقع؟

كل ما ذكرت مهم في الاختيار، وستجد أن كلها مرتبطة ببعضها، فالشهرة لن تأتي في الغالب إلا من الشعرية، والارتباط بالواقع مرتبط بالشاعر كذلك، ونحن نبحث عن الكلمة الجميلة التي تعيش في فلكنا، وتجد لها صدى في المجتمع، كما أننا نبحث عن الجديد الذي سنحاول معه إيجاد مساحة له على خريطة الوجود.

هل يمكن مشاركة متذوقي الشعر من الأدباء والكتّاب في هذه الملتقيات؟

يدخل البيت الجميع، ولن يجد الشعر مكاناً له دون وجود متذوقيه، لذلك فإن المتذوق حاضر في كل فعاليات هذا البيت، مشارك بتفاعله ورأيه وانطباعه، أما إن كان القصد في المواهب الجديدة، فإننا نعمل على أن توجد بقوة، كما أننا نعمل على تفعيل دور جلسات شعرية شهرية يشارك فيها عدد أكبر، بخلاف الأمسيات الشعرية من أجل فتح الباب لتعبير الشعراء عما في داخلهم من شحنات شعرية يودون لها الخروج والتنفس بحرية.

هل في نيتكم إصدار مجلة خاصة بالشعر تصدر عن بيت الشعر، كما هو الحال في بيت الشعر في أبو ظبي الذي أصدر مجلة خاصة به؟

المجلة رافد لكل فعل ثقافي، وهناك مجلة الرافد ترصد أنشطة الدائرة كلها، ولا يمنع من إصدار مجلة متخصصة بالشعر الفصيح إذا ارتأت الدائرة إضافتها.

هل تعتقد أن مجلة شعر يمكن أن تصدر هكذا بقرار دون أن تلتف حولها حركة شعرية معينة؟

التفاف الحركة الشعرية حول مجلة ما، هو في نتاجها الذي تقدمه للآخرين، فإذا كان هناك عرض جيد ورصيد متزايد فإن هذا في حد ذاته التفاف يحفز على إصدار مجلة تخدم هذا الالتفاف، أما مسألة المشاركة في نوعية المحتوى، فإن هذا الأمر يتطلب الحميمية بين البيت وأسرته التي أعني بهم الشعراء، لتلمس ما يريدون، لكن المجلة في الغالب أيضاً تحتاج إلى المتخصص في الإعلام مع المثقف، وبيت الشعر يفتح بابه لجميع الرؤى والأفكار لمعظم الخطوات التي ستنطلق من خلالها للواقع.

لماذا يغيب كثير من الشعراء الإماراتيين عن حضور الملتقيات الشعرية في بيت الشعر للسنوات الماضية؟

ما أريد قوله هو أن الشاعر الإماراتي سيوجد في بيته، ولن يبتعد عنه، وسيكون وجوده مع إخوانه الشعراء العرب وجوداً حميمياً متواصلاً، وسنحاول أن يكسر الشاعر الإماراتي حاجز الجغرافيا، والعمل والالتفات إلى بيته (بيت الشعر).

هل في نيّة بيت الشعر أن يقوم بترجمة الشعر الإماراتي إلى اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية، كجزء من نشاطكم؟

الترجمة الأدبية للشعر عملية ضرورية من أجل توسيع دائرة الاطلاع لتوصيل الثقافة العربية ونشرها بصورة أكبر، وهذا الأمر أضعه ضمن الخطط التي أطمح إلى تحقيقها.

ما رأيك بالشعر الإماراتي حالياً، وهل ثمة تواصل بينه وبين الشعر العربي؟

الشعر الإماراتي حاضر بقوة في المشهد الشعري العربي، والدلائل كثيرة ولا تحتاج إلى إثبات، ويعود الفضل، بعد الله، إلى الدعم اللا محدود لهذا الشعر من خلال بيوت الشعر والمهرجانات التي تنظم، ويلتقي من خلالها الشاعر الإماراتي بالشعراء العرب في تواصل مشترك يحفز على الإبداع، ويخلق مناخاً ملائماً للجمال، ومظلة لترسيخ الهوية والألق.

ما آخر نتاجاتك من الشعر، وهل يمكن للشاعر أن يجمع بين كتابة الشعر الفصيح والنبطي في آن واحد، كما هو الحال بالنسبة لك؟

آخر نتاجاتي هو مجموعة شعرية في الشعر الفصيح ستصدر قريباً تحت عنوان «بيت آيل للسقوط»، كما أن هناك كتباً جاهزة للطبع في مجال الشعر الشعبي، أحدها دراسة نقدية عن شاعر إماراتي رائد في الشعر، وديوان شعر شعبي. أما الشق الثاني من السؤال فهناك شعراء يجمعون بين الفصيح والشعبي، وبعضهم عرب ذاع صيتهم في الجانبين، كالشاعر مظفر النواب.

 

سيرة ذاتية

 

يشغل محمد عبد الله البريكي حالياً منصب مسؤول بيت الشعر في الشارقة خلفاً للدكتور بهجت الحديثي. وهو أيضاً يعمل كمدير لتحرير مجلة «وجود» الإماراتية، وأشرف على العديد من الملاحق الشعرية. عمل مشرفاً ومعداً ومقدم برامج في قناة نجوم القصيد. فاز بالمركز الأول في مسابقة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان الشعرية في عام 2005. كما حصل على المركز الثاني في مهرجان الشعر العماني الثالث عن قصيدته «أنثى البدايات» في عام 2009. حاصل على دورة في الأدب الشعبي من مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بالدوحة في عام 2002. وشارك في تحكيم العديد من المسابقات الشعرية.

 

مؤلفات

 

ــ ديوان «زايد»

- همس الخلود «شعر شعبي»

- سكون العاصفة «شعر شعبي»

- ساحة رقص «شعر شعبي»

- كتاب «على الطاولة» قراءات في الساحة الشعرية الشعبية

- «مواويل» ديوان شعر شعبي مواويل شعبية. (يصدر قريباً)