لا تزال الصين تتحفنا وتدهشنا بروائع فنونها العريقة كل يوم، لتقدم لنا معرضاً فنياً تشكيليا مختلفاً بكل المعايير حمل عنوان (علامات فارقة من الصين)، الذي افتتح أول من أمس في غاليري (أوف لايت) بمسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون بمول الإمارات.
نتعرف من خلال المعرض الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام فقط، على ثلاثة أنواع من فنون الصين القديمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، لتتألق في أزمنة ازدهار امبراطورية الصين خلال عهد مينغ حيث تجلت روائع فن التطريز بخيوط الحرير، وعهد هان وتانغ الذي برزت خلال إبداعات فنون الخط والرسم الملحمي.
خيوط الحرير
ظن الزائر في البداية أنه يطالع جماليات العديد من اللوحات الفنية التي رسمها فنانون معاصرون حافظوا على تقاليد فنون الماضي بكل جمالياتها، والتي توارث أصولها جيل بعد جيل، لتهيمن عليه الدهشة حينما يتقرب من أحد الأعمال ويدرك أن ما يطالعه، لوحة من التطريز لتحمل خيوط الحرير تدرجات ألوانها وحساسية الظل والنور، ولا يستطيع منع نفسه من لمسها للتأكد مما تراه عيناه. وأبرز مثال عليها، لوحة الآنية المعدنية الضخمة التي حملت تفاعلات الزمن، والتي استغرقت الفنانة شين شو من الجيل الرابع من عائلتها في التطريز، أربع سنوات لإنجازها، إلى جانب أعمال أخرى ترجع إلى تقاليد أسرة فنية أخرى اختصت بفنون تطريز غو التي اشتهرت في عهد مينغ (13688 1644).
ينتقل بعدها إلى فنون الحفر والطباعة التي حملت مجموعة من اللوحات التي نسخت الفن الملحمي لتاريخ ازدهار فنون الرسم، والتي نقشت على حجارة قصور وقبور تلك العهود، حيث استطاع الفنانون المعاصرون نقلها بمعالجة وتقنيات أظهرت تألقها كما كانت، والتي ساهمت في توثيقها وجعلها بمتناول الجمهور في أي بلد كان.
جماليات الفن
الأواني الخزفية المطلية بالذهب والتي ترافق كل منها شهادة موثقة من المصدر، فتعكس بجمالياتها خصوصية هذا الفن الذي برعت فيه الصين على مر العهود والتي تتميز بدقة تشكيلها ورقة جدرانها وخفة وزنها مقابل حجمها، وتنوع رسوماتها من المشاهد الملحمية التاريخية إلى المشاهد المستوحاة من الطبيعة كالجبال والسهول والفراشات بألوانها الزاهية التي تحلق في فضائها، عبر أزمنة ترجع في بدايتها إلى عام 100 أو 200 ميلادي.
