«لم أصور أي عمل من أعمالي الفنية بكاميرا الديجيتال. اعتمدت الأسلوب الكلاسيكي في التصوير أي باستخدام الفيلم وتحميضه، منذ بداياتي خلال دراستي في الجامعة الأميركية في الشارقة، وما بعد تخرجي وحتى اليوم»، هكذا قالت الفنانة الإماراتية الناشئة لمياء قرقاش في لقائها مع (البيان) خلال معرضها الفردي (عبر مرآة الزجاج) في غاليري الخط الثالث بمنطقة القوز في دبي، والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

الغرفة المظلمة

وتابعت، «نفذت كل مشاريعي في الغرفة المظلمة حتى خلال دراستي الماجستير في لندن، حيث تخصصت في التصوير التقليدي. وأنا حريصة على استخدام التقنية القديمة في التصوير لكونها تقدم نتائج أكثر حساسية وتفاعلاً مع المتلقي من التقنية الرقمية الحديثة، كذلك الأمر مع معالجة الصورة بتقنية «الفوتوشوب» التي أوصي طلابي الذين أدرسهم في الجامعة باستخدامها عند الضرورة وبأقل قدر ممكن».

أعمال بورتريه

وقالت لدى سؤالها عن تقنيات تنفيذ أعمال بورتريه معرضها الكاملة، التي يعتمد كل عمل فيها على لوحتين ضخمتين. الصورة الأول لشخص يملك تشوهاً خلقياً ما، سواء في وجهه أو في جسده. أما الصورة الثانية فتظهره على طبيعته دون تشوه، «اعتقد أغلب زوار المعرض أني اعتمدت على التصوير الرقمي والفوتوشوب في تنفيذ فكرة المعرض.

وكان علي شرح التقنية التي استخدمتها حيث استخدمت التصوير التقليدي ال``صرف. أما ما شاهدوه من اختلاف بين الصورتين فتم تنفيذه قبل التصوير، اعتماداً على تقنية (بروسثيتيكس) المعتمدة على مواد معالجة الأطراف الصناعية».

رؤية فنية

وأوضحت في ما يتعلق بمراحل إعداد الأعمال والمدة التي استغرقها تنفيذ المعرض قائلة، «تطلب مني إنجاز أعمال المعرض عامين كاملين. كان علي في البداية إجراء العديد من الدراسات، ومن ثم البحث عن متخصص في صناعة الأطراف يحمل رؤية فنية، وكذلك خبير فني في الماكياج. وبعد بحث طويل التقيت بنحات متخصص في هذه الصناعة. وتطلب إنجاز القوالب الكثير من التجارب».

مضمون أعمال

أما لدى سؤالها عن مضمون أعمالها واختلافه عن سياق معارضها السابقة فقالت، «أتناول في معرضي العديد من العوامل النفسية التي تنبع من عدم ثقة الإنسان بنفسه، واختلاف رؤيته لمظهره عن رؤية الآخرين له، حيث أركز على المبالغة النفسية لبعض العيوب التي يراها في نفسه.

ومعرضي هذا لا يخرج عن مسار معارضي السابقة، فأنا دوماً أرصد ما يرتبط بالإنسان والتغيرات السريعة التي يواجهها في الزمن الراهن، من العمارة والبيوت القديمة إلى تحول الثقافات وانعكاساتها الداخلية على المجتمع والمدينة».

مصادر إلهام

وأشارت في ما يتعلق بمصادر إلهامها وخصوصية تميزها في الساحة الفنية، خاصة وأن غاليري «الخط الثالث» طلبت أن تمثّلها بعد تخرجها مباشرة قائلة، «كل ما أعرفه أني نشأت في كنف أسرة منتجة علمتنا ألّا نهدر وقتنا. وكان تعلم الموسيقى جزءاً من تربيتنا.

وهكذا فإن الموسيقى والقراءة وفي المقدمة تفاعلي مع أي حدث سواء داخلي أو في المحيط الخارجي، مصدر إلهامي. وأسعى دائماً إلى تعلم ما هو جديد حيث أركز حالياً على تطوير مهاراتي في مجالات أخرى في الفنون البصرية».