تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان مساعدة سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون النسائية، وهدى الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسارة شهيل المديرة التنفيذية لمراكز إيواء النساء والأطفال، تم افتتاح معرض (تعابير صامتة) الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وذلك مساء أول أمس في الغاف غاليري في أبوظبي.

ضم المعرض الذي يستمر لغاية يوم بعد غد 47 عملاً فنياً، وهو نتاج ثمانية أشهر من التعليم الفني والتدريب الإبداعي لـ 34 امرأة في مراكز إيواء، أقيمت بإشراف الفنانة التشكيلية جنيفر سايمون، ما سمح لهن بالتعبير عن مشاعرهن، وتنمية القدرة لديهن على الانخراط في المجتمع والتواصل مع الآخرين، ولهذا عبرت هذه الأعمال عن تجاربهن، مثل استكشاف عوالم الماضي الأليم، وصولاً إلى ما أتاحته لهن مراكز إيواء من شعور بالأمان والثقة، وجاءت اللوحات تحت عناوين متنوعة، تعبر عن الحالة لكل من رسمتها، وتعكس بالتالي مدى إمكاناتها الفنية في تناول المواضيع المختلفة، مثل دموع دمية، لا اسم لك، سعياً إلى الحرية، أحلام متكسرة، أقدار، وغيرها.

وبقيت العناوين مدخلاً للوحات من دون ذكر لاسم التي رسمتها. ولكنها عبرت، كما قالت هدى كانو عن دور الفن في تحفيز الإمكانات الجميلة والموهبة المبدعة لدى أكثر من ثلاثين امرأة، وفرت لهن إمكانية إيصال أصواتهن وحكاية قصصهن باللون والريشة، تخفيفاً لوطأة المعاناة التي عشنها، وإسهاماً في تأهيلهن كعضوات فاعلات في المجتمع.

إلهام وتعبير

أشادت كانو بالدور الكبير لمراكز إيواء النساء والأطفال في تقديم يد العون للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر. وقالت: أسهمت المراكز خلال عام 2011 وحده في مساعدة 68 حالة، وحازت بذلك الإشادة العالمية بعملها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي ثمن عالياً دور الدولة في وضع التشريعات، وإنفاذ القوانين التي تحد من جرائم الاتجار بالبشر، وأشاد بمساندة الإمارات الفاعلة للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة هذا النوع من الجرائم العابرة للحدود.

تأهيل

وقالت سارة شهيل مديرة مراكز إيواء: هذه المبادرة المتمثلة في إقامة معرض (تعابير صامتة)، الذي يتم فيه بيع لوحات رسمت بأنامل النساء الضحايا من مراكز إيواء، تسعى لتحقيق مبادرة ضمن برامج تأهيلية تتبناها المراكز لتأهيل الضحايا، وإكسابهن مهارات تكون مصدر رزق لهن تحميهن من الاستغلال والمتاجرة بهن مستقبلًا، وتمكنهن من بداية حياة جديدة في مجتمعاتهن، كشريحة فاعلة تشارك بكل ثقة في البناء، معتمدة على ذاتها، تحقيقاً لحياة كريمة، ودعماً لأمن وسلامة مجتمعها وكافة المجتمعات.