يروي الصحافي اللبناني الشاب رامي الأمين في كتابه الصادر مؤخراً عن (دار الجديد) في بيروت، والذي حمل عنوان (معشر الفسابكة) بعضاً من أدب (الفايسبوك) وشجونه، مستنداً الى مجموعة من شخصيات (الفايسبوك) في إطار عرض تحليلي سردي لما (يضجّ) به هذا الموقع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

والكتاب يبحِر بالقارئ في عوالم (الفايسبوك) الإفتراضية، إذ يتناول يوميات ممارسة (العمل) على حوائط الموقع الأكثر شهرة على الإنترنت، ويظهر كيف صار (الفسابكة) ظاهرة أساسية في الساحة الثقافية العربية ، وفي مطلع مؤلفه، الأشبه بسيرة (فايسبوكيّة) متقطّعة، للمرتادين والفاعلين والناشطين على الحوائط، على حدّي الجدّ والهزل، وبـ (قراءة) في أفاعيل الممارسة (الفايسبوكية) على طرائق التعبير ولغاته وأثرها في السلوك والعلاقات، وفي تأليف الرأي والسجال العامّين، يقول الأمين: (إن هذا الكتاب لا يدّعي معرفة بالفايسبوك وأحواله، بقدر ما يحاول طرح الأمور على سجيّتها، ورواية تجارب لها دلالاتها في التواصل الإجتماعي ومواقعه، متأتية من خبرة متواضعة في هذا النوع من التواصل الإنترنتي) .

ومن هنا، وفي خضمّ مناخات هذا العالم الإفتراضي الذي أصبح أكثر واقعية من الواقع عينه، يبدو كتاب الأمين كأنه ينقسم إلى قسمين: في الأول يرسم هذه العلاقة الشخصية، منذ لقائه الأول بالفايسبوك، فـ (هذا الموقع (الواقع)، حينما دخلته، أوجدني من جديد، وأمّن لي ولادة ثانية).. وفي القسم الثاني، يقدّم بعض صفحات الفايسبوك التي يتابعها، وهي صفحات بعض الكتّاب والمثقفين.. وفي المحصلة، يستشرف للقارئ حرباً مقبلة (فايسبوكيّة) حينها، سيُصاب شكل الملاجئ بالغموض، واحتمال أن تكون افتراضية مفتوح على مصراعيه، و(لكن فراغ الجيل الجديد، في ملاجئ المستقبل، مع خوفهم المستقبلي، سيملأونه بالبلاكبيري، والآي باد، والفايسبوك، بدل الأدعية والشموع).. وفي ذلك اعتراف ببدايات مرهقة، سرعان ما يتولّد عنها نهايات مألوفة.