"بعيون إماراتية" اسم على مسمى بكل ما للكلمة من معنى، حيث ترصد عدسات سبع مصورات مفردات من البيئة الإماراتية بيئيا واجتماعيا ومعماريا وغير ذلك من سمات المكان والمجتمع بطريقة جمالية غير بعيدة عن أسرار العين اللاقطة.
وسحرها الذي يضيئ على ملامح قد لا تتراءى للعين العادية خاصة وسط الايقاع المتسارع للحياة المدنية، لذلك أخذت سلمى السويدي، علا اللوز، مريم قريبان، موزة الفلاسي، منى الملا، مريم الغفلي وسمية محمد على عاتقهن محاولة سد هذه الثغرة، وتشكيل جسر بين المتلقي وبيئته المحيطة من خلال عشرات الصور الفوتوغرافية التي يجمعها معرض "بعيون إماراتية"، الذي افتتحه مساء أول من أمس الأديب عبد الغفار حسين والكاتب عبد الحميد أحمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية والدكتور محمد عبدالله المطوع عضو مجلس الأمناء في مبنى المؤسسة بدبي.
مفردات الأمكنة
مفردات تعج فيها الحياة أو تدل على بهائها تظهر في أعمال مريم قريبان، التي صورت رحلة الصيد والدرهم الإماراتي والعقيق من بين حلي قديمة أخرى مثلما صورت الرطب بكامل زهوها والبراجيل بميلها إلى الشموخ، بينما أرادت منى الملا من خلال مشاركتها أن تظهر أن الحياة حلوة ومليئة بالبهجة، أما سلمى السويدي.
فقد جلبت معها إلى المعرض مجموعة من الطيور المحلية بكامل أناقتها ونقائها مثل طير الراعبي الذي له حضور مميز في الشعر الشعبي بصفته مرسال للحب، في حين حرصت مريم الغفلي على إبراز ملامح جمالية من العمارة المحلية.
وجوه البروتريه
هذه المشاركة هي الأولى للفنانة علا اللوز في ميدان البورتريه، علما بأنها شاركت في معارض أخرى في ميادين مختلفة، وهي تؤكد أنها أرادت أن تظهر من خلال البورتريه وجوها لم تعد ترى في هذه الأيام في أي مكان، وجوه موجودة في البيوت كالجدات، وعن تركيزها على البرقع توضح أنها أرادت إظهار أن مشاعر الانسان تظهر في عيونه حتى لو كانت بقية معالم وجهه مغطاة، .
وعن النساء اللواتي قامت علا بالتقاط صور لهن، تقول: ربما عرفناهم ليوم واحد فقط، لكن ذكراهم تبقى معنا من خلال الصور، التي تظهر في خمس منها امرأة واحدة بانفعالات ووضعيات مختلفة تحت عنوان" المرأة ذات البرقع الذهبي".
حياة صحراوية
موزة محمد الفلاسي رسامة ومصورة تشارك بمجموعة صور تتناول موضوع الصحراء والحياة الصحراوية بمخلوقاتها ونباتاتها أو حيواناتها بينما تتناول رمل الصحراء وتموجاته بشكل تجريدي بديع، وقد اختارت الصحراء لأنها بيئة الأجداد ومنها خرج "شيوخنا وفرساننا وشعراؤنا".
حيث تنطوي مجموعة الصور التي التقطتها موزة على نوع من التجريد للصحراء يبرزها بشكل مختلف بما فيها من نباتات وخطوط حولتها عدسة الفنانة إلى لوحات فنية تتقاطع عناصرها في مشهد ابداعي يوحد ما بين تلك العناصر كما في حالة التموجات الرملية والجمل الذي يظهر في خلفية الصورة فيبدو امتدادا لها".
فضاء "الحوش"
المصورة سمية محمد تشارك بعشرة أعمال تتناول موضوع واحد هو حوش البيت، وذلك انطلاقا من فكرة أن النساء كن يجلسن في الحوش أو مع أولادهن في مشهد يشي بأن العلاقات الأسرية كانت قوية، في إشارة أرادت من خلالها الفنانة أن تطلق مقولتها الداعية إلى إعادة اللحمة إلى الترابط الأسري.
وقد جاء استخدام اللونين الأبيض والأسود ليعكس أجواء الماضي الجميل خاصة وأن المصورة تستخدم بعض التقنيات الخاصة بالكاميرا لتظهر بعض الأشكال التي تبدو كظل يظهر في بعض الصور في محاكاة لأسلوب تفكير الناس، حيث كان من الطبيعي أن يتخيلوا الجن في مجالسهم.
