يظهر اسم الفنان الإماراتي الراحل سالم الحتاوي مرتين في عروض الدورة الثانية لمهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، المرة الأولى في مسرحية "صمت القبور" التي عرضت أول من أمس على مسرح جامعة الشارقة والثانية في مسرحية "من ذاكرة الغربة والرحيل"، التي يتضمنها برنامج عروض المهرجان أيضاً، والنصان يعتبران من النصوص التي تنطوي على جرعة فكرية وسياسية قوية والكثير من الجدية والالتزام بقضايا الإنسان والمجتمع، الأمر الذي يطرح على المشتغلين بهذه النوعية من النصوص المزيد من العمل مسرحياً، لتطويعها وتحويلها إلى وجبات فكرية خفيفة وممتعة في آن.

 

مضامين وأفكار

وقد واجه فريق عمل مسرحية "صمت القبور" نصاً من تلك النوعية، وقد دفع مخرج العمل حسن يوسف إدراكه لهذه الحقيقة وشعوره بمسؤولية كبرى حيال مضامينه الفكرية والسياسية إلى قراءة نص المسرحية مرة ومرتين وثلاث مرات والاستعانة بعدد من المتخصصين في المسرح وأعمال سالم الحتاوي، فضلا عن عقد عدد من ورشات العمل لفريقه ولممثليه لاسيما وأن عددا منهم يصعد إلى خشبة المسرح لأول مرة، حيث يقول حسن يوسف: " تعودت أن أتعامل مع النصوص الكبيرة ومع مخرجين كبار ومن بينهم سالم الحتاوي وجمال سالم، لم أخرج أعمالا ركيكة قط، أعمل في نصوص لها أبعاد عميقة وأفكار جدية وتنطوي على ذكاء".

 

تفكيك رموز

ويوضح مخرج "صمت القبور"، التي تعد في أحد أهم أوجهها صرخة ضد التخلف والخرافة والشعوذة ودعوة لعدم تشويه التاريخ واستغلاله، أن كتابات سالم الحتاوي ليست سهلة وتحتاج إلى تفكيك رموزها، فضلا عن أنها تحتاج إلى حرص شديد في التعامل مع النص وعلى عدم خدش أي قيمة اجتماعية أو سياسية أو فكرية، ذلك أنه نص يصلح لكل زمان ومان وهو مكتوب وكأنه كتب بالأمس، حيث يتناول كل شيء مثلما يتناول الربيع العربي في أي دولة عربية، ما يفرض على المخرج نوعا من التعامل الحذر والذكي في التعامل مع الشخصيات معه، بحيث لا يقع في فخ الخطاب المباشر.

أما فيما يتعلق بالجانب الثاني المتعلق بالعمل مع طاقم حديث العهد على الخشبة في حالة "صمت القبور"، فإن حسن يوسف يؤكد أنه يحب هذه الأجواء بصفته ممثلا وأنه يحب التعامل مع الممثلين الشباب، رغم قلة خبرتهم في التمثيل، حيث يقول: "الفكرة موجودة لكن كيف يمكن توصيلها، حاولت أن أوصل لهم المعلومات اللازمة، وأن أحثهم على البحث وأن أقرب لهم قدر الإمكان فكرة العمل".