انطلقت، أخيراً، على مسرح «بلايهاوس» في مدينة ليفربول البريطانية، مسرحية «عربة اسمها الرغبة» للكاتب المسرحي الأميركي تنيسي وليامز. و تقول صحيفة «غارديان» البريطانية، في تقرير حديث لها، إنه سوف يكون من غير المناسب أن نشيد بعمل كلاسيكي للمؤلف المسرحي الأميركي على أساس تقييم جانب الإضاءة في العمل. ولكن إذا أنجزنا الإضاءة لمسرحية «عربة اسمها الرغبة» لوليامز، بالشكل الصحيح فكل شئ آخر سيندرج في موضعه الصحيح.
إضاءة مسرحية
و أشارت «غارديان» إلى أن المسرحية التي تخرجها المخرجة البريطانية جيما بودينيتز، أتقن تصميمات الديكورات لها المصمم البريطاني بول كويغان، بحيث اعتبرت إنتاجاً رائعاً في حد ذاته وسلطت الضوء على مدى نجاح وليامز في إبراز جانب الإضاءة في العمل.
نتعرف إلى شخصية الفتاة الجنوبية الحسناء بلانش دوبو، و تجسد دورها الممثلة أماندا درو، التي تعاني رهاب الظلام فتعلن أنها «لا تستطيع تحمل إضاءة مصباح بالقدر نفسه الذي لا تستطيع تحمل ملاحظة مشينة أو تصرف فظ». تظهر لنا بلانش من خلال المشهد الذي تنطلق خلاله إلى شقة أختها الكئيبة في نيو أورليانز وتشتري مصباحاً ورقياً.
وفي اللحظة التي تعقد بلانش تشبيهاً بين الحب الحقيقي والبحث عن النور، تخترق أشعة مصباح إحدى العربات المارة في الشارع نوافذ الغرفة التي توجد بها.
و أوضحت «غارديان» أن شخصية بلانش تعتبر بذلك النقيض تماماً من حشرة العثة، ذلك الكائن المضطرب، التي تتجول في المكان محاولة تفادي أي مصادر للضوء. تصل بلانش حاملة حقيبة أصغر حجماً قليلاً من غرفة كوالسكي، وتبدأ في حرقها بمظهر الغرور وخداع النفس. وتدور أحداث المسرحية حول شخصية بلانش دوبو التي تأتي لزيارة شقيقتها الحامل ستيلا، المقيمة في القطاع المزدحم والقذر من مدينة نيو أورليانز.
نتعرف إلى شخصية زوج ستيلا الوقح وهو ستانلي كوالسكي الذي لا يرى في السلوك الأرستقراطي الزائف لبلانش مظهراً مثيراً للشكوك فحسب، بل يعتقد أيضاً أنها تحتفظ بميراث الأختين وتحاول الاستئثار به. تحاول بلانش نسيان ماضيها المشين، حيث تبحث عن بداية جديدة من خلال علاقتها بصديق ستانلي وهو ميتش الذي ينجذب إليها. ولكنها سرعان ما تكتشف أنها لا يمكن أن تهرب من ماضيها.
حقائق الحياة
يرى النقاد أن وليامز يحاول من خلال هذه المسرحية أن يقنعنا بأن جمال بلانش ينبغي ألا يتعرض لأضواء المسرح القوية، وأن يتم تحصينها ضد حقائق الحياة القاسية. فمنذ بداية العمل، تحاول بلانش أن تظهر للجميع بأنها تتوقع أن تعامل كملكة، فهي تغطس في حوض الاستحمام لساعات طويلة لتهدئة أعصابها، وترسل شقيقتها لتجلب لها المشروبات. وهي لا تكف عن انتقاد ستانلي لافتقاره للسلوك المهذب، بل تصل إلى حد إعلان أن هناك شيئاً من الدناءة في سلوكه وتشبهه برجل الكهوف.
وعلى الرغم من أن هذه المسرحية أثارت جدلاً كبيراً منذ ظهورها الأول في عام 1947، فإنها أصبحت واحدة من أشهر مسرحيات وليامز على الإطلاق، ومن أشهر المسرحيات في تاريخ المسرح الأميركي أيضاً.
