أثار عنوان كتاب "مستقبل الثقافة في الإمارات " للكاتب والمترجم المصري كامل يوسف الذي تمت مناقشته أول من أمس في ندوة الثقافة والعلوم، بإدارة الدكتور سعيد حارب، حفيظة المثقفين الإماراتيين والعرب الحاضرين، وعلى الخصوص محاوره الرئيسية: مساءلة قانونية وتيارات واتجاهات، والطريق الطويل إلى التنمية الثقافية، وملامح مستقبل التنمية الثقافية في الإمارات.

أكد فيها مؤلف الكتاب أنها مبادرة يطمح منها أن توّلد حركة تفاعلية لإقامة مؤتمر أو ندوات تخصصية تتبنى طرح محاور الكتاب كحد أدنى. ثم دعا إلى أهمية إعادة طبع الكتاب لما احتواه من بعض المغالطات غير الموثقة. وأكد الحاضرون أن مضمون الكتاب ركز على تاريخية الثقافة الإماراتية وماضيها، أكثر من مناقشة مستقبلها، لكنهم أثنوا على الجهد المبذول في رصد الحالة الثقافية والرغبة في تطوير الحياة الثقافية المحلية وتنميتها.

تضمنت مناقشة كتاب "مستقبل الثقافة في الإمارات "استعراض أبرز محاوره، قدمها مؤلف الكتاب، مؤكداً على أن الإمارات تواجه إشكالية في إدارة عجلة التنمية الثقافية، وهي لا يمكن أن تنهض ما لم تنبثق من داخل الإمارات ونهضتها. وأوضح أنه يتحمل مسؤولية الأطروحات التي أثارت جدلاً في الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان "تيارات واتجاهات" التنمية الثقافية في الإمارات، التي رأى أن تيارات تقليدية وعولمية ومالية. إضافة إلى سياسات الجهود الاتحادية والمحلية وغياب ما يسمى بالتخطيط الثقافي، وضياع المجتمع بين الهوية والمعرفة.

تضاربت الأفكار واختلفت الآراء حول الكتاب، فقد قدم الكاتب عبدالخالق عبدالله تحليلاً مبسطاً رأى أن محور "تيارات واتجاهات" جاء ضمن توجهات بعض كبار رجال الأعمال الذين ينظرون إلى الثقافة كعمل اجتماعي وإحساني، كما تحفظه على محور "الطريق الطويل إلى التنمية الثقافية"، وهو أن الكاتب تحدث عن ما يزيد عن 90% عن تجربة الكويت وبعض الإسقاطات عن التجربة الإماراتية، لافتا إلى أن الكتاب تجاهل دور المثقف الإماراتي، ومبدأ سقف الحرية، ودورها في تعزيز الحراك الثقافي.

فيما اعتبر بلال البدور، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الكتاب يعبّر عن ذاكرة الإمارات، لذلك يجب أن يتم إعادة طبعه لضمان تصحيح الأخطاء التاريخية. وأضاف" إن منبع ذلك يأتي من غياب التوثيق العلمي لتاريخ الإمارات وماضيها. ولفتت الأديبة رفيعة غابش الانتباه إلى أن عنوان الكتاب جذب جميع المثقفين الإماراتيين، رغبةً منهم لاستشراف مستقبلهم والاطمئنان عليه. وتعمل غابش حاليا على مشروع حول دور المرأة الإماراتية، من خلال البحث عن الأشرطة التي وثّقت للمحاضرات الثقافية في الثمانينات، وما آلت إليه الممارسة الثقافية من تراجع في الوقت الحاضر.

وترى غابش أن الكتاب حمل توجها للماضي أكثر مما يتناول المستقبل، العنصر الهام في أي تطور أو تنمية. في أثناء النقاش، لفت يوسف النعيمي، وهو شاب إماراتي في العشرينيات، بمداخلة حول الكتاب، هل تساهمون أنتم الذين تجاوزتم الخمسين في تنمية الثقافة اليوم، "؟ وظل سؤاله مفتوحاً بدون إجابة.