صدرت أخيرا في بيروت رواية «نوارة الدفلى» للكاتب التونسي حسونة المصباحي، عن دار نشر «جداول»، التي يتتبع فيها مشاكسات الطفولة والحياة في سرد للذاكرة، حيث يستحضر ذكريات طفولته ومراهقته في حي «برج النار» قرب «باب الديوان»، في الجزء العتيق من مدينة صفاقس، وفي ذلك البيت العربي الفسيح بنوافذه العريضة الزرقاء، وجدرانه المزينة بصور مستوحاة من الأساطير والقصص الشعبية، وبباحته التي تتوسّطها شجرة ليمون. ويتمعّن في السرد وفي السنوات الأربعين التي عاشها، فيتراءى له أن فترة الطفولة والمراهقة كانتا الأفضل والأجمل في حياته كلّها. ويستطرد على لسان إحدى ساكنات الدرب «كنا خمس بنات. وأنا الثانية بعد أختي سعاد التي تكبرني بعامين فقط. وخلافاً للآباء الذين كانوا يتكدّرون حين لا تنجب زوجاتهم ذكوراً، وهم كثيرون في ذلك الوقت، كان والدي سعيداً وفخوراً بنا. وكان يسمّينا: «حماماتي الخمس الجميلات، وبالرغم من دخله المحدود، كان عطاراً صغيراً في الحيّ الذي كنّا نسكنه، فإنه كان سخيّاً معنا، ومع أمي، يلبّي طلباتنا دونما تأفف أو تردّد في المواسم والأعياد». كما يستحضر حسونة في روايته أدب المكان.