منذ اللحظة الأولى لإعلان الترشيحات لجوائز أوسكار في دورتها الـ 87 وحتى الآن، لم تهدأ عاصفة الانتقادات التي تعرضت لها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية المانحة للجوائز، متهمة إياها بالتمييز العنصري لتجاهلها مجموعة من الممثلين والمخرجين السود الذين يستحقون التكريم، ليأتي القائمون على الفيلم الأميركي «سيلما» للمخرجة أفا دوفيرني في صدارة المنتقدين لقوائم الترشيحات التي كشف عنها نهاية الأسبوع الماضي، والتي أظهرت ترشيح «سيلما» لفئة أفضل فيلم وأفضل أغنية، في حين حازت الأفلام المنافسة على عدد أكبر من الترشيحات، وأبرزها فيلم «بيردمان» للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إناريتو، الذي حاز على 9 ترشيحات من بينها أفضل فيلم.
تجاهل أعضاء الأكاديمية لفيلم «سيلما» الذي يعود بأحداثه إلى الستينيات ويسرد قصة نضال الزعيم الأميركي الأسود مارتن لوثر كينغ، لنيل حق الانتخاب للسود في أميركا، قد أثار استغراب الكثيرين، وهو ما يفسر السبب الذي يقف وراء المسيرة التي شهدتها ولاية الاباما أخيراً، وتزعمتها الإعلامية أوبرا وينفري وعدد من أبطال الفيلم، لإحياء ذكرى مارتن لوثر كينغ، وكانت أوبرا قد لعبت في الفيلم دور الناشطة السوداء «آنى لي كوبر» التي اشتهرت بصفع رئيس شرطة بلدة سيلما بعد أن حرمها بشتى السبل من التصويت.
التجاهل الذي أصاب فيلم «سيلما» لم يقتصر على أكاديمية الفنون، وإنما انسحب أيضاً على ترشيحات نقابة الممثلين، حيث لم يحصل بطله الممثل ديفيد اويلو على ترشيحها، كما لم يظهر اسم مخرجته افا دوفيرني ضمن قوائم نقابة المخرجين، فضلاً عن أن الفيلم لم يرشح لجائزة نقابة المنتجين، ويأتي هذا التجاهل في وقت استحوذ فيه الفيلم على إعجاب النقاد منذ عرضه الأول في مهرجان معهد الأفلام الأميركي بلوس انجليس، ليأتي ترتيبه بعد فيلم «بوي هود» الذي حاز على 8 ترشيحات في الأوسكار، واللافت أن هذا الفيلم تم تكريمه من قبل جمعية الصحافيين الأجانب، الذين منحوه ترشيحات عدة في جائزة «غولدن غلوب».
وفي أول ردة فعل لها حيال هذه الانتقادات، قالت شيريل بون أساكس رئيسة الأكاديمية، إن «نتائج ترشيحات الأوسكار هذا العام ألهمتها بتعجيل مبادرة الأكاديمية في السعي للتعددية»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «سيلما» قد تم ترشيحه لجائزتي أفضل فيلم وأفضل أغنية.
حملة ترويجية
المراقبون عزوا أسباب عدم حصول فيلم «سيلما» على عدد كبير من الترشيحات إلى طبيعة حملته الترويجية التي وصفوها بالفوضاوية والكسولة مقارنة مع حملة فيلم «عبد لـ 12 عاماً» الذي حصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم العام الماضي، وقالوا «إنه رغم عرض الفيلم أمام أعضاء الأكاديمية إلا أنه لم يعرض أمام النقابات المهنية ولم ترسل أسطواناته لأعضائها»، معتبرين ذلك خطأ فادحاً لأن ترشيحات النقابات عادة تمهد لترشيحات الأوسكار.
