"أبو المواهب السينمائية الواعدة" وصف يمكن إطلاقه على الممثل القدير منصور الفيلي، الذي اعتبر مشاركته بـ7 أفلام في مهرجان الخليج السينمائي 6، من بينها أفلام للطلبة ضرورة وطنية وإيمان بالقدرات الشبابية الواعدة في المجال، موضحاً أن هناك الكثير من المتابعين للحراك السينمائي المحلي اقترحوا عليه التقليل من مشاركاته ومساندته الدائمة لأفلام الطلبة، معتبرين أنها استهلاك لحضوره كممثل.
ولكنه سرعان ما بين لهم موقفه بأن دعمه المستمر يمثل جزءاً من أهمية الصناعة السينمائية وأبعادها الاجتماعية والثقافية، إلى جانب أن المواهب الجديدة تحتاج دائماً إلى احتضان وتوجيه دائم، وقال في ذلك: " تربطني مع السينما حالة تماهٍ، ولذة بصرية جميلة، المشاركة السينمائية تمثل صناعة تاريخية، ودعمي للمواهب السينمائية ليست مبالغة كما يتصورها البعض، وإنما حالة من صناعة تاريخية للفن في المنطقة، ومشاركتي فيها ليست عشوائية بل انتقائية".
تقديراً للجهود
"حب ملكي" و"حد الحرية" و" ضوء دامس" و"قهر الرجال" و"غروب" و" مطر بلا سحاب" و"أين نحن" عناوين الأفلام التي يشارك فيها الفيلي في "الخليج السينمائي" في دورته السادسة، لافتاً في هذا الصدد إلى أن السينما نافذة اجتماعية راقية، والوعي حول استثمارها بأشكال متنوعة بإمكانه أن ينقلنا إلى مراحل متقدمة من التنمية الثقافية والجمالية، وتختلف عن التلفزيون والمسرح في مساحة معطياتها للمشاهد، وتجسد مناطق العمق الإنساني وحالات الواقع ضمن رصدها للنبض الحيّ، مشكلةً منظومة بصرية تاريخية.
لا يعلم الفيلي تحديداً لماذا يرفض الكثير من الممثلين العمل مع شباب السينما، رغم أهمية مشاركتهم، لأن الحضور السينمائي يمثل عادةً تقديراً لسنوات من المجهود المضني في الحياة الفنية المحلية والخليجية.
ويكمن جمال الأفلام القصيرة كما يراها في قدرتها على إرسال إضاءة في وقت زمني قصير، لا يحتمل السطحية أو الحشو أو المرونة، بل مادة مكثفة مشدودة وذات معاني وفلسفة قابلة للتأويل والاختلاف والبحث.
السياحة الفنية
"الوعي المجتمعي والدعم التسويقي للمشهد السينمائي المحلي، أبرز تحدياتنا"، بهذه الكلمات جدد الفيلي مناقشة تحديات العمل السينمائي المحلي، مبيناً أن أشكال الترويج لمضامين الإنتاجات السينمائية المحلية، أصبحت حاجة ملحة، متسائلاً : "أين هو دور التلفزيون المحلي، لا نريد عروضاً يومية، بل أمسيات أسبوعية، تتكفل بها إدارة القنوات المحلية، بعرض باقة من أعمال الشباب، والتلفزيون اليوم الأداة الأسرع للجمهور".
منظومة مجتمعية
بالنسبة لمشاريع السياحة الفنية، فإن حضور السينما الخليجية كما يراها الفيلي مهمة أيضاً كأجندة ثابتة في المحافل الثقافية والفنية، مؤكداً أن المجهود السينمائي يحتاج إلى منظومة مجتمعية متكاملة.
