تحتفظ السينما الإيرانية برصيد جيد من الأفلام، وقد تمكنت بخبرتها من المنافسة في ماراثون أوسكار 2012 وخرجت منه مكللة بجائزة أفضل فيلم توج بها فيلم "انفصال"، وها هي تطل علينا مجدداً عبر احتفالية "أفلام من إيران" التي ينظمها حالياً مهرجان دبي السينمائي الدولي، ويعرض فيها 3 أفلام مميزة، أحدها بعنوان "سعادت آباد" (أرض السعادة) للمخرج الإيراني مازيار ميري، والذي يناقش لعبة إخفاء الأسرار بغية الوصول إلى السعادة.
أحداث الفيلم الذي يلعب بطولته كل من ليلا حاتمي، حامد بهداد ومهناز افشار وغيرهم تدور حول امرأة شابة تحاول جاهدة الحفاظ على زواجها عن طريق الاحتفال بعيد ميلاد زوجها، بحضور عائلتين مقربتين منها، وهي تجري في قالب درامي جميل يناقش مفهوم السعادة وطرق الوصول إليها، ما يشير إلى أن للفيلم رسالة مفادها "أن لكل فرد منا ما يخفيه عن الآخرين، وقد يوقعه ذلك في مشكلات كان بالإمكان تجنبها لو كان صريحاً مع الآخر"، وذلك بحسب المنتج همايون اسعديان الذي أكد ل "البيان" أن قصة الفيلم لا ترتبط مباشرة بالمجتمع الإيراني وإنما تعكس ما يحدث في المجتمعات الأخرى.
حوار درامي
سيناريو الفيلم الذي عرض العام الماضي في مهرجان لندن السينمائي وصورت معظم مشاهده داخلياً، بدا مليئاً بالإشارات التي تتعلق بنظرتنا للحياة وما يرتبط بها من تطلعات وأحلام، عازياً ذلك إلى طبيعة ما نحمله من أسرار قد يؤدي كشفها إلى تغير لمسار حياتنا، ومن هنا فقد طغى الحوار الدرامي على سيناريو الفيلم ليقدم لنا دعوة أخرى للمحافظة على الحب لنتمكن من التغلب على مشكلاتنا وتحديات الحياة.
اتسام الفيلم ببطء الحركة جعله غارقاً في الدراما، ما أثار أمامنا سؤالاً عمّا إذا ما كانت معظم الأفلام الإيرانية غارقة في الدراما أم لا؟ وعن ذلك أجاب اسعديان: "أعتقد أن الأفلام الايرانية مختلفة نوعاً ما عن طبيعة أفلام هوليوود ليس من حيث التكنيك والتقنية وحسب، وإنما من ناحية السيناريوهات وتناول القضايا الاجتماعية، ولذلك لا أرى أن السينما الإيرانية ترتدي ثوب الدراما في انتاجاتها التي تتراوح سنوياً بين 72 90 فيلماً، بل بالعكس أجد أنها متنوعة وتوجد فيها أفلام كوميدية وحركة ورعب وغيرها".
نقلة نوعية
بالإشارة إلى مدى استفادة السينما الايرانية من جائزة الأوسكار التي حاز عليها أصغر فرهادي هذا العام، قال همايون أسعديان: "بلا شك إن هذه الجائزة شكلت نقلة نوعية للسينما الإيرانية، إلا أن العمل السينمائي مختلف تماماً عن أي قطاع آخر، فلا يمكن فيه توقع طبيعة الخطوة التالية ومدى نجاحها أو فشلها، ولكن ذلك لا يعفينا من الاستمرار في صناعة الأفلام والارتقاء بمستوى السينما الإيرانية إلى الأفضل".
