هل تذكرون جميعاً قصة "الجميلة والوحش"؟ أو حكايات الصغار البسيطة، التي تدور أحداثها حول تأثير الساحرة الشريرة على الأمير الوسيم، وقيامها بتشويه هيئته الخارجية لتسيطر عليه، وفي النهاية يعود إلى طبيعته الأصلية بعد أن يتمكن من القضاء على ساحرته. تلك الحكايات لا بد أن تكون الصور الأولى التي تتبادر إلى ذهن متابع فيلم "الوحش" (Beastly) المعروض حالياً في دور السينما المحلية، والذي يحاول أن يبعث لمشاهده برسالة مفادها أن للحب قدرة على تحريرنا من الذاتية، وأن له قوة تجبرنا على تغيير نظرتنا إلى الأشياء، والتمعن في تفاصيلها الداخلية.
قصص الأطفال
"الوحش" فيلم مقتبس عن رواية، تحمل الاسم نفسه للكاتبة "اليكس فيلن" يجمع بين الخيال العلمي والدراما والرومانسية، يشبه في أحداثه قصص الأطفال، فهي تدور حول لعنة تحول شاباً ثرياً يدعى كايل يتمتع بقدر عال من الوسامة، ولكنه في الوقت ذاته يعاني من التكبر في نفسه.
تفاصيل قصة الفيلم
تفاصيل قصة الفيلم، والذي يشارك في بطولته كل من أليكس بيتفير، فانيسيا هيودغنس وماري كيت اولسن، وايقاعها قد تكون بعيدة عن أرض الواقع، ولكنها تقترب كثيراً منه، من حيث رؤيتنا للأشياء وتعاملنا معها، والمتابع للفيلم الذي حصل على تقييم لم يتجاوز الخمس درجات الا بقليل، يجد أنه يحتوي على جرعة زائدة من الخيال، خاصة في طريقة تقديم شخصية كايل، سواء في بداية الفيلم أو بعد وقوعه تحت تأثير التعويذة، فضلاً عن أنه الطريقة التي عزل فيها عن العالم، حيث ابتعد عنه والده، وكذلك أصدقاؤه، حتى المقربون منهم، والذين لم يتطرق اليهم المخرج دانييل بارنز خلال الفيلم الا بمشهد واحد فقط، والذي يكتشف فيه كايل خيانة صديقته له. الى جانب ذلك لم يكن المخرج واضحاً في طبيعة العلاقة التي تربط المدرس الأعمى وكذلك الفتاة السمراء اللذين يعيشان مع كايل في بيته، واللذين تحولا الى مستشارين له، وقد ساعداه كثيراً للحصول على قلب ليندي.
عمل مميز
ورغم ذلك لا يمكن لنا أن ننفي أننا أمام عمل جميل من حيث فكرته وتصويره وهدفه، رغم محدودية الأماكن التي تدور فيها أحداث القصة، والتي تشبه طريقة "الست كوم" المعتمدة في الدراما، وكذلك مشاهد التصوير التي لا تكاد تخرج في كوادرها من شخصيات محددة، وقد يكون ذلك احدى نقاط ضعف الفيلم عموماً، الا أنه لا يمكن تجاهل تأثير الفيلم على نفس متابعه من الناحية المنطقية، علماً بأن ميزانيته وصلت إلى 17 مليون دولار، في حين أن إيرادته تخطت حاجز الـ27 مليون دولار إبان عرضه العام الماضي في الولايات المتحدة الأميركية.
أليكس في سطور:
بدأ الإنجليزي اليكس بيتفير المولود في 1990، مشواره مع الشهرة وهو في سن السابعة، حيث عمل عارضاً للأزياء لصالح ماركة "غاب"، ليتحول بعد ذلك إلى موديل لماركة بيربيري. وما إن بلغ سن 13 حتى تحول إلى طريق التمثيل، وتمكن من الحصول على دور في فيلم "توم براونز سكول دايز" (2005)، لينتقل بعد ذلك إلى لوس انجلوس، حيث شارك هناك في سلسلة "اليكس رادير" وذلك في 2006، حيث لعب فيها دور "ستورمبريكر"، ولذلك تم ترشيحه لجائزة الفنان الشاب وكذلك جائزة الإمبراطور، كما قدم أيضا مجموعة من الأفلام أبرزها "في الوقت" (2011)، "أنا رقم 4" (2011)، و"سحر مايك" (2012)، وهو ابن الممثل ريتشار بيتفير.
