قتل 28 شخصا بينهم 22 طفلا مساء الثلاثاء لدى تعرض حافلة لحادث سير في سيير في كانتون فالي جنوب سويسرا، ما أثار صدمة في سويسرا وبلجيكا.
وكانت الحافلة وعلى متنها 52 راكبا، تسير في اتجاه سيون حين انحرفت عن مسارها لسبب لم يعرف بعد وصدمت في الساعة 21,15 بالتوقيت المحلي حافة نفق يقع بين المخرجين الشرقي والغربي لسيير. وبحسب المتحدث باسم شرطة فالي ريناتو كالبرماتن لا تزال أسباب الحادث مجهولة.
وكانت الحافلة تقل تلاميذ من مدرستين كانوا قادمين من منطقة انيفييه في كانتون فالي (جنوب) حيث امضوا عطلة للتزلج في طريق عودتهم إلى بلجيكا. وكان حادث الاصطدام عنيفا جدا. وقالت الشرطة في بيان ان مقدمة الحافلة تضررت إلى حد كبير ما أدى إلى احتجاز عدد من الركاب.
وقال رئيس أطباء منظمة كانتون فالي للإغاثة جان بيار ديلارز في تصريحات لإذاعة وتلفزيون سويسرا ان "عملية إخراج الجرحى والقتلى من حطام الحافلة استغرق وقتا طويلا وكانت مأساوية للغاية. وكان من الصعب جدا البحث عن ضحايا وسط قطع الحديد الملتوية".
وأضاف "نظرا إلى حالة الحافلة يمكننا التصور بان السائق كان يقود بسرعة فائقة. وللأسف يعاني معظم الجرحى من إصابات خطيرة". وصرح القنصل البلجيكي في برن هانس غريسون لفرانس برس ان "طائرتين او ربما ثلاث بحسب الحاجات ستوضع في تصرف العائلات. ونقل الأولاد الجرحى (إلى بلجيكا) رهن بالوضع الطبي، لا يمكننا التكهن بعد كيف سيتم الأمر".
وأوضح "في الوقت الراهن لا يمكن نقل العديد من الأولاد الذين وزعوا على مستشفيات في سيير وسيون وبرن ومارتينيي ولوزان". وأعيد فتح الطريق السريع أمام حركة السير عند قرابة الساعة 8,00 بعد إزاحة الحافلة. وذكرت الشرطة ان الحافلة لم تصطدم باي سيارة أخرى. وقالت الشرطة ان الحادث اسفر عن مقتل 22 ولدا في الـ 12 من العمر وستة راشدين بينهم سائقا الحافلة.
ويشارك في عمليات الإنقاذ 60 إطفائيا و15 طبيبا و100 مسعف و12 سيارة إسعاف وثماني مروحيات وثلاث رافعات وثلاثة أطباء نفسيين. من جهته اعلن سفير بلجيكا في سويسرا جان لويكس لدى وصوله إلى موقع الحادث ان "هذه المأساة سيكون لها أثر كبير في كل بلجيكا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة اي تي اس.
وقال السفير "لم اشهد أمرا مماثلا من قبل. حجم الحادث امر يصعب تقبله". وأضاف "انني اركز جهودي حاليا على النواحي العملية. اما الجانب النفسي، فسيأتي عند لقاء العائلات".
وصرح رئيس وزراء بلجيكا اليو دي روبو "انه يوم مأساوي لبلجيكا" موضحا انه تبلغ "باسى عميق" حادث الحافلة البلجيكية. وجاء في بيان صادر عن مكتبه "تبلغ رئيس الوزراء باسى عميق وقوع الحادث المريع في سويسرا. انه يوم مأساوي لبلجيكا".
وأعلنت الحكومة البلجيكية في ختام جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الأربعاء يوم حداد وطني.
والتقى ملك بلجيكا البير الثاني مع زوجته باولا، عائلات ضحايا الحادث في قاعدة ملزبروك العسكرية. ويتوقع ان ينقل الأهالي عند قرابة الساعة 13,00 (12,00 تغ) على متن طائرة ايرباص تابعة لسلاح الجو البلجيكي الى سويسرا.
كما يتوجه إلى سويسرا بعد الظهر رئيس وزراء بلجيكا ورئيس الإقليم الفلمنكي في بلجيكا كريس بيترز. ويتوقع ان تتوجه ايضا الرئيسية السويسرية ايفلين فيدمر شلامف الى موقع الحادث مشيرة الى انها تبلغت "باسى نبأ هذه المأساة" وان بلادها "تبذل كل ما في وسعها لمساندة الجرحى وأسرهم". وقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التعازي الى اسر الضحايا ووصف ما حدث ب"المأساة".
وهذا الحادث هو اخطر حادث سير يقع في سويسرا واشاع النبأ صدمة في البلاد. وبعد تبلغه نبأ الحادث وقف أعضاء البرلمان السويسري دقيقة صمت صباح الأربعاء واعرب رئيسه هانس يورغ فالتر عن "تأثره الكبير". ويتوقع ان يعقد مؤتمر صحافي في الساعة 16,30 (15,30 تغ).