استطاعت المطربة سوما أن تجد لها موطئ قدم على الساحة الغنائية المصرية، في وقت تعج فيه الساحة بالعشرات من كبار المطربين، وتراهن حاليا على ألبومها الجديد «ده حبيبي»، مؤكدة أنها جاهزة للمنافسة، خصوصا أن غيابها لأكثر من 3 سنوات ولّد بداخلها حماساً كبيراً لإسماع فنها للملايين في مصر والعالم العربي.
سوما نفت في حوارها مع «الحواس الخمس» أن يكون انطلاقها من شركة نصر محروس يعني أنها بديل للمطربة شيرين عبدالوهاب التي انفصلت عنه مؤخراً، مؤكدة أنها لها لونها وطريقتها ولا تقبل أي محاولة لتحوير الموضوع حسب أهواء آخرين.يتضمن ألبوم سمية الجديد 8 أغنيات تم إعدادها، كما تقول، بشكل جيد واختيارها بتأنٍ ورؤية جيدة، منها 3 أغنيات من تأليف نصر محروس وبقية الأغاني للشاعر سيد حجاب والشاعر حسن مهران، وقام بالتلحين للأغنيات عزيز الشافعي ووليد سعد والتوزيع لأمير محروس، مؤكدة أن هذه الأغنيات جديدة من حيث التلحين والكلمة وتم اختيارها من بين عشرات الأغنيات التي عرضت عليها.
إعداد جيد
وبسؤالها عن أسباب تأخر ألبومها ثلاث سنوات بعد انطلاقتها القوية من خلال ألبومها الأول «عيب عليك»، قالت سوما: هناك ظروف كثيرة حالت دون أن أصدر ألبومي الثاني في موعده قبل عامين، أولها الظروف الصحية التي كان يمر بها المنتج نصر محروس.
وغير ذلك أن الألبوم الأول بعد مرحلة التقييم تأكد لنا أننا لابد من إنتاج ألبوم ثانٍ نحافظ من خلاله على النجاح الذي حققه الألبوم الأول، ولذلك حرصنا على اختيار الكلمات المناسبة والمعبرة والجديدة، وكذلك الإعداد الجيد له ورأينا أيضا عدم الاستعجال، خصوصا أن ظروف نجاح أي ألبوم في ظروف صناعة الكاسيت العامين الماضيين غير متوفرة بالشكل المطلوب ولهذا كان التأخير.
وحول توقعاتها لألبومها الجديد في ظل ازدحام الساحة بعمالقة الغناء من أصحاب الإمكانيات الكبيرة فنياً ومادياً، فإن سوما ترد على ذلك بأن لكل مطرب لونه وأسلوبه الخاص، والإمكانيات الفنية والموهبة هي التي تحدد نجاح الفنان من عدمه، وتستطرد:
حتى المطربون الكبار عندما بدأوا مثلنا استندوا على مواهبهم ثم كبروا وانتشروا وحققوا مكاسب مادية كبيرة تساعدهم في تحقيق طموحاتهم ورؤيتهم للمستقبل، وأنا حالياً لا أفكر في أي مكاسب مادية بقدر ما أفكر في أن أخلق لنفسي أرضية مناسبة تسمح لي بالانطلاق إلى عالم النجومية ومنه لتحقيق كل أحلامي.
لا يقلقني عمرو دياب
أشارت إلى أنه لا يقلقها أن يقال إن تامر حسني أو عمرو دياب أو مصطفي قمر أنتج فيديو كليب بنصف مليون جنيه مدته 4 أو 5 دقائق، وقالت إن الجانب المادي هنا يلعب دوره لتحقيق الطموحات بعيدة المدى، ولذلك طالما أنا حققت الهدف الأول وهو النجاح الفني وامتلكت الموهبة الفنية وبعدها الانتشار فيمكن أن أحقق في المرحلة اللاحقة المكاسب المادية من الحفلات والألبومات، وغيرها فأنا أؤمن بأن الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
وتطرقت إلى حالة الركود التي تشهدها سوق الكاسيت بفعل القرصنة وتأثير ذلك على نجاح الألبوم، مؤكدة أن الذي يتضرر أكثر بالقرصنة هو المنتج لأن أغنيات المطرب تصل للناس في كل الحالات، أما ما يتعلق بفشل أغنيات الألبوم فهذا أمر مستبعد لأننا أعددنا لها جيداً وأعتقد أنها أعمال ناجحة وستصل للناس في كل الحالات، أما الجانب المادي فالمنتج حريص على توفير كل ما يساعد على نجاح الألبوم مادياً، ولا أعتقد أن هناك أي تخوف خصوصا أن المنتج هو الذي وافق على هذا التاريخ لإصدار الألبوم.
خارج دائرة الصراعات
وعن موقعها من الصراعات التي تزدحم بها الساحة الفنية وكيفية تعاملها معها، قالت سوما: أنا دائماً سأظل خارج دائرة الصراعات وقد حاولوا جري لمعارك أنا لست جزءا منها في الأصل، منها المقارنة بيني وبين شيرين أو كوني بديلة لها في الشركة وغيرهما، لكني كنت حريصة على عدم الخوض في هذا الموضوع وكنت حريصة جداً على ألا أمس الفنانة الكبيرة والرائعة شيرين بأي كلمة من الممكن أن تجرح شعورها.
وليس لي ولا لها يد فيما يطرح، ولذلك هذه التجربة جعلتني أكون حريصة على ألا أخلط الأوراق أو أتجاوز حدودي وأتعدى على حدود الآخرين، ومن هنا أنتهج خطاً يحافظ على علاقاتي مع الجميع.
ورفضت سوما النغمة التي تتردد بين الحين والآخر بأنها السبب في ابتعاد شيرين عن شركة نصر محروس، وتساءلت: هل لو كانت شيرين حتى الآن مع نصر محروس لن يقبلني؟ أليس من الممكن أن نكون تحت مظلة شركة واحدة أيا كانت هذه الشركة؟
هذه التساؤلات هي التي ستحدد الإجابة عن سؤالك والإجابة واضحة وهي أنني لست بديلة، وكلمة بديلة يعني أنني في وجود شيرين لن أكون، وهذا غير صحيح.
ولكن البعض يحاول أن يصفي حسابات مع آخرين على حسابي وهذا غير ممكن لأنني مقتنعة بأن نصر محروس حريص عليّ، وقام بضمي لشركته بقناعة تامة ولولا ذلك لما أصدر لي الألبوم الأول، والآن يصدر الثاني، فهو لا يرمي بأمواله على الأرض بل يدرك تماماً مدى قدراتي ومواهبي الغنائية.
وبسؤالها عن شكل علاقتها بشيرين في ظل دعم محروس القوى لها، قالت: شيرين إنسانة رائعة وصديقه عزيزة عليّ ولم تتأثر علاقتنا مطلقاً، وعندما صدر ألبومي الأول هي أول من استمعت لأغانيه وأشادت بها وبمجرد صدوره اتصلت بي وهنأتني، وأنا شخصياً معجبة جداً بصوت شيرين وأدرك أنها فنانة كبيرة وذكية جداً تعرف ماذا تريد، ولن تكون هناك أي مشاكل بيننا الآن أو مستقبلاً.
ديكتاتورية إيجابية
وعن رأيها في صغار المطربين الذين يدخلون الساحة حديثا ويوقعون على أي شروط مع شركات الإنتاج استعجالاً للظهور، أشارت إلى أن المطرب الجديد يسعى بالفعل للظهور، ولكن عندما يوقع على عقد محدد المدة يعرف أنه بعد انتهائها له الحق في تحديد وجهته، ومن خلالها يعرف أيضا هل نجح في هذه الفترة أم لا؟ وإذا تأكد من ذلك ستختلف الشروط ويمكن للمطرب أن يطالب بتعديلات في العقد الجديد.
ولفتت إلى أن الاحتكار لا يعني أن الفنان ليس من حقه أن يتكلم بل له رأي ويحاور ويطالب وفق شروط العقد، ولكن في النهاية أي شركة لن تترك للمطرب الحبل على الغارب ولا بد أن تحافظ على حقوقها كما تريد أنت كمطرب أن تحافظ على حقوقك.
وحول ما يردده البعض بديكتاتورية المنتج وتدخله الدائم في اختيارات المطرب، رأت سمية عكس ذلك وقالت: أنا لا أعتبر تدخله ديكتاتورية، خاصة بالنسبة للمطرب الجديد في الساحة؛ لأن المنتج يحرص على إنتاج أعمال قوية تحفظ لشركته مكانتها وربما يعتقد البعض أن الشركة المنتجة تفرض على المطرب أشياء من أجل مصلحتها.
ولكن نجاح المطرب منسوب لها أيضا وفشل المطرب يعني خسارة المنتج وحرص المنتج على مساعدة المطرب في الاختيار والتأكد من أن العمل سينجح أمر جيد.
وردا على ما يردده البعض بأن سمية عندما تكبر في الساحة وتصبح مشهورة كما كانت شيرين ستختلف مع نصر محروس باعتباره كثير المشاكل مع المطربين «أقول لهم آسفة..
هذا ليس نصر محروس لأنه رجل فنان يهتم بالمطربين الموقعين معه على عقود، ولكن ربما تكون مشكلته مع المطربة شيرين أخذت أكثر من حجمها ومثلها مشكلة تامر حسني، وهذه الخلافات عادية تحدث في كل شركات الإنتاج، إما بسبب تفسير بنود العقود أو لأسباب يرى المطرب أنه يريد أن يتجه إلى مكان آخر، ودائماً يكون نصر محروس متمسكاً بمطربه وفي النهاية يترك له حرية الاختيار».
أعز أصحاب
وتنتقل سمية للحديث عن تجربتها مع فيلم «أعز أصحاب» كأول تجربة لها في السينما، مؤكدة أنها كانت تجربة جيدة جداً بالنسبة لها ولكنها تؤكد أن الغناء هو من أولوياتها وتعطيه المساحة الأكبر.
وقالت: جاء هذا العمل في وقت كنت متوقفة فيه عن الغناء بسبب الإعداد لألبومي الجديد، ولكن لن أرفض أي عمل سينمائي أو درامي إذا وجدت فيه نفسي، إلا أنني لن أضع السينما أو التمثيل عامة من أولوياتي حالياً لأنه سيأتي على حساب الغناء وأنا مطربة في المقام الأول.
وردا على ما يشاع عن انزعاجها من النقد، قالت: من أنا حتى لا أقبل النقد؟ فالفنان مهما كبر لابد أن يدرك أن الناقد يمثل العين الثانية التي تشرح العمل، وإذا كان الناقد دارساً ومؤهلاً فإنه بالتأكيد سيضيف للفنان ويبصره بمساره، ونحن كمطربين في بداية الطريق نحتاج للنقد جداً.
القاهرة - دار الإعلام العربية
