تتمتع الأفلام التي تتحدث فيها الحيوانات بسحر خاص، فهي لا تثير الخيال فحسب بل تجعل مداه أياً كان قابلاً للمشاهدة، وفي الأفلام التي تجمع بين البشر وهذه الحيوانات وخصوصاً إذا كانت مصنوعة بطريقة الجرفيك، يكون الإبهار مقروناً بمدى دقة تنفيذ المشاهد وما تقدمه هذه الحيوانات من مغامرات ومطاردات في دنيا الإنسان، وما تتضمنه الحيل السينمائية من قيم تربوية واجتماعية شديدة الرقة والعذوبة والتأثير لدى جيل الكبار قبل الصغار.
ويأتي فيلم «ألفين والسناجب- الجزء الثاني» في هذا الإطار، فهو عبارة عن رسوم تخلط بين الحركة التي يقوم بها الممثلون الحقيقيون والكارتون المبني على شخصيات متحركة ناجحة أسست منذ العام 1950، وهم ثلاثة سناجب جستن لونج «ألفين» وماثيو جراي جبلر «سايمون» وجيسي مكرتني «تيودور»، يتوافق مزاجهم مع بعضهم البعض ويتسببون في إزعاج شديد لصاحبهم «ديف» (يلعب هذا الدور جايسون لي) الذي يتعرض نتيجة شقاوة ألفين لإصابات كسر في يده وأرجله، يدخل على إثرها إلى المستشفى، تاركاً صديقه «طوبي» الخجول والانطوائي يرعاهم ويتابع مسيرتهم في مدرسة «غرب استمان»، التي تذكره بفشله الاجتماعي في عدم النجاح بكسب أصدقاء أو التصريح لحبيبته جوليا بمشاعره تجاهها.
الفيلم الجديد استثمار لنجاح الجزء الأول، حيث يظهر إيان هوك في دور المنتج «إيان هوك» مع سناجب نسائية يقوم بالأداء الصوتي لهن آنا فاريس «جينيت» وكريستينا أبليجيت «بريتني» وإيمي بويلر «إيلينور»، وتدور أحداث الجزء الثاني حول سناجب الجزء الأول الذين يعيشون في أجواء الشهرة إلى جانب التزامهم بالدراسة والتعليم، إلى أن يكتشفوا وجود ثلاثة سناجب نسائية أمامهم ظهرن كفرقة غنائية اسمها «ذا تشيبتيس» تنافسهم في تمثيل مدرستهم في مسابقة موسيقية جائزتها 25 ألف دولار تسعى مديرة المدرسة جاهدة للحصول عليهم لإحداث إصلاحات داخلية للفصول التعليمية.
ونتيجة أنانية ألفين وانشغاله بفريق كرة القدم الأميركية ينسحب سايمون وتيودور، أمام براعة السناجب النسائية الثلاثة وهن يغنين أغنية بيونسيه الشهيرة «سنجل ليديز»، حيث لا يقمن بالغناء فحسب، ولكنهن يقدمن وصلة راقصة بحركات قريبة مما تؤديه بيونسيه في كليبها لأغنية «سيدات عذبات» ويرقص أمامهن جمهور كبير من الطلبة والطالبات متحمس لأدائهن، ما يجعلهن يفزن بتمثيل مدرسة «غرب إستمان» في المسابقة الموسيقية. الفيلم جميل وبسيط، فقد جعل «ألفين والسناجب» الجميع من المشاهدين يشعرون بالدفء والفرح، فالعمل استرعى انتباه الصغار والمراهقين خصوصاً بموسيقاه، ورسائله السريعة حول مراقب النفايات في المدرسة وسلوكيات الطلبة، وأنانية ألفين وتدميره لمنزل صاحبه في غيابه، وغرور الشهرة الذي أصاب المنتج «إيان هوك» وجعله يتخلى عن مسابقة المدرسة في مقابل أضواء وأموال المسارح الغنائية.
وجاءت مشاهد الحب بسيطة بين السناجب الذكور والإناث دون ابتذال أو إسفاف، وتخلص صديقهم طوبي في النهاية من خجله الشديد واعترف أمام الجميع بمشاعره تجاه حبيبته جوليا، ومن الأمور المحبّبة إلى القلب في هذا العمل، أنه يتمتع بدرجة عالية من الفكاهة الناعمة، بالإضافة إلى إطلاق بعض الدعابات الخاصة بعالم الطلاب والطالبات في المدارس، وترك العنان لهذه الحيوانات لتتصرف على هواها، من خلال سيناريو محكم استعرض مقدرة السناجب على الغناء والرقص.
«ألفين والسناجب» قدم في جزئه الثاني تحت عنوان «ألفين آند ذا تشيبمنكس: ذا سكويكيول»، وعرض ضمن برنامج سينما الأطفال في مهرجان دبي السينمائي الذي انتهت دورته السادسة مؤخراً، وانطلق عالمياً يوم 23 ديسمبر الماضي، ويبدأ عرضه في صالات السينما بالإمارات مع بدايات عام 2010، ويستحق المشاهدة بما يضفيه من فرح ومرح وقضاء وقت ممتع للأطفال وللآباء معاً، وبما ينطوي على أفكار تربوية وأخلاقية.. وهذا ما يمنح الفيلم قيمته.
الفيلم: ألفين والسناجب -
الجزء الثاني
إخراج: بيتي توماس
تأليف: جوناثال أيبل
بطولة: كريستينا أبليغيت،
جايسون لي، جستين لونج
مونتاج: مات فرايدمان
التصنيف: كوميدي عائلي
مدته: 90 دقيقة
دبي - أسامة عسل
