لعقود طويلة، كان اللون الأسود والشكل الطويل المغلق، هما المسيطران على العبايات التي يضعها أصحاب المحلات في واجهات عرض الملابس في المملكة العربية السعودية.أما الآن، فقد باتت ألوان أخرى وأشكال من التطريزات، يصل بعضها إلى حدّ منافسة اللون الأسود التقليدي.
وبعد أن كانت السعوديات اللاتي يفضلن هذا النوع الجديد من العبايات، يرتدينها في المناسبات الخاصة بعيداً عن عيون العامة، بتن الآن يظهرن بها في الشوارع، بل إنّهن أصبحن يضعنها بشكل أكثر «إغراء».
وعلى أية حال، فإنّ عرض تلك المحلات لبضاعتها الجديدة بصفة مكشوفة، وكذلك ارتداؤها علناً من قبل النساء، ليس صيحة من صيحات الموضة فقط، بل تعبر عن موجة جديد من الحرية. وهي الموجة التي تقابل ببعض الامتعاض من جماعات محافظة في المجتمع السعودي.
ونقلت الصحف السعودية في مناسبات عديدة، حوادث امتعاض من قبل بعض السعوديات، إزاء ما يرونه أنه تدخل «غير مبرر» من تلك الجماعات في شؤونهن الخاصة.
والعام الماضي، نشرت صحيفة «شمس» السعودية مقالاً ذكر فيه إنّ فتاة سعودية هددت بطعن نفسها بعد أن أبلغها أفراد محافظون «أنهم ينصحونها هي ورفيقات لها بالاحتشام في الملبس، وطلب منهن الخروج من السوق والعودة إلى بيوتهن».
لكن وعلى الجهة المقابلة، يمكن للمطلع على موقع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الرسمي، أن يقرأ بيانات وأخبار يشير بعضها إلى تلقيها مطالب بضرورة التدخل لوضع حدّ للعبايات «المارقة».
فقد استنكر البعض من وجود عبايات «مخالفة» في الأسواق والمحلات التجارية، وطالبوا الجهات ذات العلاقة بتكثيف حملاتها الميدانية على مثل هذه المحلات ومصادرة تلك العبايات «التي تبرز مواضع الفتنة في الجسم»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن وجودها في المحلات وبيعها يشجع بعض الفتيات على ارتدائها.
وينقل موقع «الهيئة» الإلكتروني عن أحد المسؤولين فيها قوله: «هذا الأمر غريب على مجتمعنا المحافظ، فالأصل في العباءة ستر الزينة، ولكنها الآن تحولت إلى الزينة، فقد أصبحت الآن مزركشة وملونة وجذابة، تظهر زينة المرأة أكثر مما تخفي».
ووفق أجنبيات يعشن في السعودية منذ عقود، فإنّهن لم تكنّ مطالبات بارتداء العبايات في عقد السبعينات من القرن الماضي، غير أنّه في عقد الثمانينات بات مفروضاً على جميع النساء أن ترتدين العباية، وفق ما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن الأميركية سارا كينيدي المقيمة هناك منذ قرابة 30 سنة. وأضافت: «الآن لا يمكنك أن تعثر على ما اعتدنا ارتداءه، ولذلك فإنكّ تشتري الجديد».
