سيلفيا فايفر- مادلين سبيد- دانييل توماس - كيران سميث
على مدار الـ12 شهراً الماضية واجهت الشركات حول العالم توترات جيوسياسية، ورسوماً جمركية، وصعوداً للذكاء الاصطناعي، ولم تكن شركات مؤشر فوتسي 100 استثناء، فما الأسهم التي شهدت أكبر تقلبات، سلباً وإيجاباً، في عام 2025؟ ولنبدأ باستعراض أسوأ الشركات أداءً:
- دبليو بي بي: شهدت مجموعة الإعلانات البريطانية «دبليو بي بي» عاماً عصيباً، تخللته تحذيرات بشأن الأرباح، وخسائر في العملاء، والرحيل المفاجئ لرئيسها التنفيذي، مارك ريد. وبحلول ديسمبر خرجت المجموعة من مؤشر فوتسي 100 لأول مرة منذ عام 1998، بسبب مخاوف بشأن مستقبل وكالة تواجه تهديدات وجودية من استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل الإعلانات أرخص وأسرع، ومن المنافسين في قطاع التكنولوجيا. تواجه الرئيسة التنفيذية الجديدة، سيندي روز، ضغوطاً كبيرة لتحسين أداء الشركة، من خلال استراتيجية جديدة من المقرر إطلاقها في يناير.
- بونزيل: خسرت مجموعة خدمات الأعمال «بونزيل»، المدرجة ضمن مؤشر فوتسي 100، ربع قيمتها السوقية في أبريل، عقب تحذيرات من انخفاض الأرباح، وأوقفت برنامج إعادة شراء الأسهم. وأرجعت الشركة ذلك إلى «بيئة اقتصادية كلية صعبة» في وحدتيها بأمريكا الشمالية وفرنسا، ولم تفلح سلسلة من عمليات الاستحواذ واستئناف عمليات إعادة شراء الأسهم في إنعاش سعر سهمها، الذي انخفض بنسبة 36.7 % هذا العام.
- حكمة: انخفض سعر سهم حكمة، إحدى أكبر شركات تصنيع الأدوية الجنسية في المملكة المتحدة، بنسبة 25 % تقريباً هذا العام، وشهد هذا العام المخيب للآمال رحيل الرئيس التنفيذي رياض مشلاوي المفاجئ في وقت سابق من هذا الشهر.
وتم تخفيض أهداف الأرباح، كما أن توقعات النمو على المدى المتوسط متواضعة. ولم يُؤتِ رهان الشركة الكبير على منشأة ضخمة في ولاية أوهايو الأمريكية قاعدة تصنيع ثماره بعد، حيث تأثرت بتأخيرات ناجمة عن اضطرابات في سلسلة التوريد.
ولن يبدأ تشغيل هذا المصنع حتى عام 2027، ما سيؤثر سلباً على أعمال الشركة المربحة في مجال الحقن. ويأمل الرئيس التنفيذي العائد، سعيد دروزة، الذي أسس والده الشركة في الأردن عام 1978، في إنعاش الشركة، التي شهد سعر سهمها انخفاضاً مستمراً، حيث تراجع بأكثر من 40% خلال السنوات الخمس الماضية.
- أوتو تريدر: حافظت أسهم منصة بيع السيارات الإلكترونية «أوتو تريدر» على استقرارها نسبياً هذا العام حتى أطلقت أداة «ديل بيلدر» في نوفمبر، الأمر الذي أثار استياء بعض عملائها من تجار السيارات، الذين هددوا بإلغاء عقودهم مع المجموعة.
ومنذ ذلك الحين انخفض سعر سهم الشركة بشكل حاد، ليختتم العام بانخفاض قدره 24.9 %. ونفى الرئيس التنفيذي، ناثان كوي، أن يكون رد الفعل السلبي تجاه الأداة هو السبب وراء انخفاض سعر السهم، وأرجع السبب بدلاً من ذلك إلى حالة عدم اليقين بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على أعمال الشركة، وذلك خلال نقاش مع صحفيين متخصصين في السيارات.
وبالنسبة لأفضل الشركات أداء على مؤشر فوتسي 100 خلال عام 2025:
- فريسنيلو: تفوقت الفضة هذا العام على جميع السلع الأخرى، إذ تضاعف سعر المعدن الأبيض منذ يناير، مدفوعاً بالطلب من قطاعات الطاقة الشمسية والمجوهرات والإلكترونيات والمستثمرين. وبالنسبة لشركة فريسنيلو المكسيكية، أكبر منتج للفضة في العالم، فقد دفعها هذا الازدهار إلى مستويات جديدة، وساعدها على الاستحواذ على منافستها الأصغر «بروب» في أكتوبر.
وعادة ما توجد الفضة إلى جانب معادن أخرى، وتستخرج منتجاً ثانوياً للرصاص أو الزنك، لذا تعد فريسنيلو حالة استثنائية نظراً لأن الفضة هي منتجها الرئيسي، إذ مثلت أكثر من نصف إنتاجها هذا العام، ومع توقعات نمو الطلب على المعدن الأبيض العام المقبل قد يستمر هذا الارتفاع.
- إيرتل أفريقيا: جسدت إيرتل أفريقيا المقولة الشائعة إن فرص النمو في قطاع الاتصالات تأتي الآن من الأسواق الناشئة. وشهدت الشركة، التي يرأسها الملياردير الهندي سونيل ميتال، ارتفاعاً قياسياً في سعر سهمها بنسبة 178.7 % في عام 2025، وقد أسهم قرارها برفع تعريفات المستهلكين بنسبة 50 % في نيجيريا، أكبر أسواقها، بعد أن أنهت البلاد تجميداً دام 12 عاماً، في هذا الارتفاع. وهذا الارتفاع، بالإضافة إلى قوة العملة ونجاح أعمال المجموعة المتزايد في مجال «الدفع عبر الهاتف المحمول»، جعل المستثمرين لا يستطيعون مقاومة جاذبية هذه المجموعة المدرجة ضمن مؤشر فوتسي 100.
- شركة إنديفور للتعدين: مع امتلاكها خمسة مناجم ذهب في غرب أفريقيا شهدت إنديفور ارتفاعاً كبيراً لأسهما، وصل إلى 161.5 % هذا العام، في ظل الزيادة الكبيرة لسعر المعدن، الذي صعد بنسبة تتجاوز 60 % منذ بداية العام.
ومثل غيرها من شركات التعدين تستفيد الشركة بشكل كبير من ارتفاع الأسعار نظراً لثبات تكاليف إنتاجها إلى حد كبير، ما يعني أن أي زيادة في سعر الذهب تعد ربحاً صافياً. وقد استقرت أوضاع الشركة، التي أقالت رئيسها التنفيذي عام 2024 لسوء السلوك، وأعلنت مؤخراً عن حملة استكشاف جديدة.
- شركة بابكوك الدولية: عندما شهدت أسهم شركات الدفاع العالمية ارتفاعاً ملحوظاً عام 2022 عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان رد فعل المستثمرين في بابكوك فاتراً، بل واستمرت حالة عدم اليقين بشأن وتيرة التعافي في ثاني أكبر شركة مقاولات دفاعية في بريطانيا.
وتتولى الشركة صيانة أسطول الغواصات النووية التابع للبحرية الملكية، وبناء السفن الحربية، ودعم المعدات العسكرية، لكن هذا العام شهدت أسهم الشركة هذا العام ارتفاعاً قياسياً بنسبة 148 %، حيث رحب المستثمرون بزيادة الإيرادات، ونمو سجل الطلبات، وارتفاع عوائد المساهمين، وقد برز قسم كافنديش النووي التابع لشركة بابكوك، والذي يعمل أيضاً في مجال الطاقة النووية المدنية، ضمن الابرز أداء.
- رولز رويس: شهد مستثمرو رولز رويس عاماً استثنائياً آخر، حيث ارتفعت أسهم مجموعة محركات الطائرات البريطانية إلى مستويات قياسية، بنسبة 95.2 % بحلول عام 2025، وقد أسهم الطلب القوي على محركاتها المستخدمة في طائرات إيرباص وبوينغ الكبيرة، بالإضافة إلى مولدات الطاقة لمراكز البيانات، في دفع عجلة النمو.
ويطمح الرئيس التنفيذي، توفان إرجينبيلجيتش، مهندس عملية إعادة هيكلة الشركة، إلى تحقيق المزيد، فقد صرح في أغسطس بأن رولز رويس لديها القدرة على أن تصبح الشركة الأعلى قيمة في المملكة المتحدة، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى دورها في تطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة.