إنني أعتقد بشكل متزايد أن نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر قد تكون هي الشرارة التي تفجر هذه الفقاعة.
ويكفي أن ننظر إلى مليارات الدولارات التي استثمرت في «أوين أيه آي» و«أنثروبيك»، بالإضافة إلى الاستثمارات الداخلية في جوجل، وإذا حان وقت إدراك الأسواق أن النماذج المغلقة قد تكون مفيدة للأبحاث المتطورة، لكنها غير ضرورية لمعظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإن التقييمات ستنهار.
وهي تنجح في تقليص فجوة الأداء في غضون أشهر قليلة من كل إصدار جديد لنموذج مغلق، كما أن وتيرة هذه الدورة الحاسمة تتسارع، وإذا اختار المستخدمون أفضل نموذج ذكاء اصطناعي متاح بناء على السعر والأداء فسيوفرون ما بين 20 و48 مليار دولار سنوياً.
وأظهرت دراسة حديثة، أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومنصة المطورين «هاجينج فيس» انخفاضاً حاداً في الحصة السوقية للنماذج مفتوحة المصدر من جوجل وميتا و«أوبن ايه آي»، في مقابل زيادة ملحوظة في استخدام نماذج مثل «ديب سيك» و«كوين».
ليقترب تماماً من منافسيه الصينيين، كذلك أصدر مختبر «ايه آي 2» في سياتل مجموعة جديدة من نماذج «أولمو» مفتوحة المصدر بالكامل، ما يعني الكشف عن جميع مراحل عملية التطوير، بدءاً من بيانات التدريب الأساسية، وصولاً إلى المعايير، التي تحدد مخرجات النموذج.
وتعد المرونة والفائدة الإضافية، التي يوفرها هذا النموذج مفيدة جداً للمطورين، الذين يبنون تطبيقات وخدمات تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي.
حيث تتحدث الدول الأوروبية - ودول مثل كندا- كثيراً عن السيادة التكنولوجية واستخدام الذكاء الاصطناعي، لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
ومع ذلك من الواضح أنها تتجاهل حقيقة أن الاعتماد على المصادر المفتوحة قد يمكنها من تحقيق هذه الأهداف بشكل أسرع، وأقل تكلفة من دعم شركات التكنولوجيا الكبرى.
والأهم من ذلك أن دمج الحكومات لنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في خططها قد يكون عاملاً حاسماً في تحديد ما إذا كانت ستفوز أم ستخسر في سباق الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل.
فقد أثبت نظام التشغيل لينكس المجاني مفتوح المصدر - الذي يعمل عليه 90% من الحوسبة السحابية العامة اليوم - مرونته في أعقاب ذلك الانهيار، وقد يتكرر النمط نفسه اليوم، وهكذا فإن الشركات ذات التقييمات المنخفضة حالياً قد تشهد ارتفاعاً كبيراً غداً.
