أليس هانكوك
تزداد المخاوف من تحوّل شحنات الغاز بعيداً عن دول أوروبا، ما لم تُجرِ بروكسل تغييرات جذرية على قواعد انبعاثات الميثان، ما ينذر بنقص في المعروض، خاصة مع فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على الوقود الروسي، وذلك وفقاً لما هددت به صناعة الطاقة.
وتعتبر حملة الاتحاد الأوروبي الصارمة رائدة في الجهود المبذولة للسيطرة على انبعاثات الميثان.
لكن صناعة النفط والغاز ترى استحالة الامتثال للقانون، لأنه يلزم الشركات بتتبع مصدر كل جزيء في الشحنة - وهو تحدٍ كبير في دول مثل الولايات المتحدة، التي تضم آلاف حقول الغاز الصغيرة، التي تُجمع إنتاجها في خطوط أنابيب كبيرة.
كما أنه ليس من الواضح كيف يخطط الاتحاد الأوروبي للتحقق من بيانات انبعاثات الميثان المقدمة، وما الغرامات التي ستُفرض على المستوردين الذين يخالفون القواعد.
قال أندرياس جوث الأمين العام لشركة يوروغاز، التي تضم بين أعضائها بي بي وشل وتوتال إنرجيز: «إننا نشكو بقوة من العديد من هذه الأمور منذ اليوم الأول».
وشدد على أن المستوردين «قد يقررون تحويل الشحنات إلى أسواق أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، إذا لم يتم إجراء تغييرات على الفور».
وأضاف أندرياس جوث أن أوروبا لن تكون قادرة على الاستفادة من انخفاض الأسعار من فائض متوقع من الغاز الطبيعي المسال، إذا لم تكن الشحنات متوافقة.
وقد أرسلت الولايات المتحدة وقطر الشهر الماضي رسالة مشتركة إلى قادة الاتحاد الأوروبي، تُحذرهم من أنهما ستمنعان شحنات الغاز عن دول الاتحاد، إذا لم يتم إجراء تغييرات جوهرية على قواعد العناية الواجبة، والتي تُلزم الشركات بالتخلص كلية من أية انتهاكات بيئية واجتماعية في سلاسل التوريد الخاصة بها.
ومن المقرر أن يُصوّت مُشرّعو الاتحاد الأوروبي على تغييرات قواعد العناية الواجبة بعد أيام، لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إن جهود بروكسل لتبسيط هذه التوجيهات لم تُحرز تقدماً كافياً.
وستُطبّق اللائحة على جميع الشحنات القادمة إلى الاتحاد، والتي تم التعاقد عليها بعد 4 أغسطس 2024.
وتقول العديد من الشركات، إنها ستظل غارقة في حالة من عدم اليقين، بشأن ما إذا كانت الشحنات التي تعاقدت عليها بالفعل مُطابقة للقواعد.
وقال أندرياس جوث إن هذا قد يعرض أمن الطاقة في الاتحاد للخطر، من خلال إبعاد الموردين البدلاء في وقت سيحتاج فيه الاتحاد الأوروبي إلى استبدال حوالي 50 مليار متر مكعب من الواردات الروسية المتبقية.
وأشارت مجموعة من الدول التي ستجتمع في قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة في البرازيل في الأيام المقبلة، إلى دفعة جديدة لمعالجة انبعاثات الميثان الناتجة عن الحرق والتسربات أثناء إنتاج وتوزيع الغاز.
وقالت فرقة عمل الهواء النظيف، وهي منظمة غير حكومية، إن مشاكل الصناعة مع قانون الميثان في الاتحاد الأوروبي، ليست مستعصية على الحل.
وأضافت أنه يمكن تتبع الجزيئات، على سبيل المثال، عبر استخدام «شهادة رقمية مرتبطة بالوقود عند بيعها».
