توماس هيل
كان انحسار التوترات التجارية الصينية الأمريكية خبراً ساراً هذا الأسبوع للكثير من الحاضرين في أكبر معرض للاستيراد في شنغهاي، لكن قلة منهم كانوا أكثر سعادة من ممثلي مجلس تصدير فول الصويا الأمريكي.
وأضاف سوتر، متحدثاً عن المعرض التجاري: «إنه حقاً توقيت مناسب». فقبل أسابيع، توقفت شحنات فول الصويا الأمريكية إلى البر الرئيسي للصين تماماً بينما كان المزارعون يبدأون حصادهم، وسط رسوم جمركية مرتفعة.
يعد معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي اجتذب هذا العام 4108 عارضين من الخارج، دليلاً على «التزام الصين الراسخ بالتعاون العالمي، ما يضخ اليقين والاستقرار اللذين تشتد الحاجة إليهما في الاقتصاد العالمي»، وفقاً لوكالة أنباء شينخوا الرسمية.
ومع ذلك، بينما كان العديد من المشاركين يأملون في تعزيز المبيعات في السوق الصينية، إلا أن هناك القليل من الدلائل على أي تحول جوهري في التجارة غير المتوازنة بشدة في البلاد.
ويبلغ فائض السلع الصيني مع الولايات المتحدة، وهو المحرك الأساسي لـ«حملة التعريفات الجمركية في يوم التحرير» التي أطلقها ترامب في أبريل، 233 مليار دولار لهذا العام.
وفي أكتوبر، انخفضت الصادرات بشكل غير متوقع بنسبة 1.1 % على أساس سنوي. ونمت الواردات بنسبة 1 %، وهو ما يقل أيضاً عن التوقعات، على الرغم من ارتفاع شحنات فول الصويا من أمريكا الجنوبية إلى مستويات قياسية في أكتوبر.
وأضاف تشنغ: إنه يمكن خفض العجز الأمريكي مع الصين من خلال التركيز على مبيعات المنتجات الزراعية - التي وصفها بأنها «أقل حساسية سياسية» - وعلى مبيعات الخدمات في قطاعات مثل التمويل والتأمين.
وقال إريك بريسلينج، الرئيس التنفيذي لشركة «دنمارك سبيشيالتي فودز»، التي تصنع البسكويت: «أعتقد أن أوروبا لديها إمكانات جيدة لزيادة حجم التجارة مع الصين مقارنة بما تفعله أخيراً».
وأضاف بريسلينج إن مبيعات شركته في الصين، والتي تبلغ حوالي ملياري يوان صيني (280 مليون دولار) سنوياً، كانت تتوسع بمعدل سنوي يبلغ حوالي 5 % في السنوات الأخيرة بعد «نمو هائل» في الماضي.
وقال جو نجوين، رئيس دائرة التجارة بولاية واشنطن في معرض شنغهاي: «إن الناس في الصين يعترفون بالمخاوف الأمريكية بشأن العجز. ومهما كان سبب اختيارهم لإقامة معرض للواردات، فإن إقامتهم له دلالات كبيرة».
وفي فعالية أقيمت ضمن فعاليات المعرض، ذكر نجوين أسماء شركات كبرى من ولايته، منها بوينغ ومايكروسوفت وستاربكس، والتي كشفت منذ أيام عن بيع حصةٍ في أعمالها في البر الرئيسي لمجموعة بويو كابيتال للاستثمار الخاص.
وبعد تأكيده على حرص ولاية واشنطن على الشراكة مع الصين، قال نجوين إنه «لمس تغيراً طفيفاً في المزاج السائد». وركز عدد قليل نسبياً من الأمريكيين الآخرين في المعرض على تاريخ علاقات بلادهم المتشابك مع الصين.
وفي أحدها، كان بائع صيني يعرض سترات جلدية مقابل 580 يواناً صينياً (81 دولاراً)، مضيفاً: إن لديه 1000 سترة متاحة.
وقال سوتر: «قد يتساءل الناس عن الأسلوب وكيفية القيام بذلك، لكنني أعتقد أنه كان بمثابة جرس إنذار للعديد من البلدان»، مضيفاً: إن هذه البلدان قد تقول الآن: «مرحباً، ربما نحتاج إلى شراء المزيد من الأشياء من الولايات المتحدة، ربما نحتاج إلى تغيير علاقتنا».
