أرجون نيل عليم- ويليام ساندلوند - هاوهسيانغ كو

أسهمت أسهم التكنولوجيا الكبرى بنصف مكاسب بعض المؤشرات الرئيسة في آسيا هذا العام، ما يثير مخاوف كبيرة لدى بعض المستثمرين من أن قطاع الذكاء الاصطناعي الأمريكي سريع النمو يغذي فقاعة في أسواق الأسهم في أجزاء أخرى من العالم، خصوصاً آسيا.

وتستفيد ست شركات تقنية من طفرة الذكاء الاصطناعي - بما في ذلك مجموعة التجارة الإلكترونية علي بابا، وشركة تصنيع الهواتف الذكية شاومي، وتطبيق مشاركة الفيديو كوايشو – التي تمثل 50 % من عوائد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ هذا العام، وفقاً لحسابات فاينانشال تايمز.

وفي كوريا الجنوبية يسهم سهمان بنسبة 40 % من عائد المؤشر، بينما في تايوان تسهم شركة تصنيع الرقائق «تي إس إم سي» بأكثر من نصف مكاسب العام حتى تاريخه.

والاعتماد على هذا العدد الصغير من الأسهم، التي غالباً ما يتم تداولها بتقييمات ضخمة، يُغذي مخاوف المستثمرين من أن أسواق المنطقة قد تتراجع بسهولة عند حدوث تباطؤ كبير في قطاع الذكاء الاصطناعي الأمريكي.

وقال فرانك بنزيمرا، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في سوسيتيه جنرال: «ما هو موجود في الولايات المتحدة لن يبقى فيها، لذلك فإنه إذا افترضنا حدوث فقاعة في الولايات المتحدة فستكون هناك فقاعة في آسيا».

في الولايات المتحدة كانت أسهم التكنولوجيا المعروفة باسم «السبع الرائعة» مسؤولة عن 42 % من عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2025، وفقاً لشركة فيرست تراست إيكونوميكس.

تركز جزء كبير من حماس المستثمرين بشأن الذكاء الاصطناعي الآسيوي على الشركات التي تبني سلسلة التوريد، وتصمم أشباه الموصلات والرقائق المستخدمة في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بما في ذلك «تي إس إم سي» و«طوكيو إالكترون».

كان الارتفاع في تقييمات الأسهم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ملحوظاً بشكل خاص لشركات تصنيع الرقائق الصينية. ويتم تداول أسهم شركة كامبريكون تكنولوجيز، المدرجة في بورصة شنغهاي، عند مكرر ربحية يبلغ 506.2.

بينما تتداول أسهم «إس إم آي سي» عند مكرر ربحية يبلغ 221.3 مرة، مقارنة بمضاعف ربحية شركة إنفيديا البالغ 57.7 مرة، أما شركة «تي إس إم سي»، أكبر مُصنّع للرقائق في العالم، فتُتداول عند مكرر ربحية يبلغ 24.7 مرة.

صرحت أليسيا غارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في ناتيكسيس: «إذا تراجع قطاع التكنولوجيا الأمريكي، فسوف تتراجع آسيا (باستثناء الصين) - لأنها في الأساس تشهد حالة اعتماد عالية».

ومع ذلك يسلط بعض المستثمرين الضوء على النمو السريع لقطاع التكنولوجيا الناشئة في الصين، والذي يقولون إنه لا يجسد بالكامل من خلال نهج قائم على التقييم فقط.

وقال هاو هونغ، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق التحوط لوتس لإدارة الأصول: «إذا نظرت إلى التقييم فقط للحكم على هذه الشركات الجديدة، فسيكون الأمر صعباً للغاية». وبالنسبة لشركة كامبريكون، قال:

«أرباحها تنمو بشكل كبير»، وبينما حققت بعض شركات تصنيع الرقائق - وهي صناعة دورية تقليدياً - مكاسب ضخمة هذا العام، مع تضاعفت أسهم سامسونج للإلكترونيات بأكثر من الضعف وارتفاع أسهم إس كيه هاينكس بنحو 250 %، يرى البعض أن المحرك هذه المرة هيكلي، وتمثل هذه الأسهم 18.2 و11.7 % من مؤشر كوسبي بكوريا الجنوبية على التوالي.

يتوقع ستيفن ييو، مؤسس ورئيس قسم الاستثمار في بلو ويل كابيتال، طلباً جديداً هائلاً على تخزين البيانات ورقائق الذاكرة. وقال: «نعتقد أنها ستكون دورة تحديث ضخمة من حيث كيفية تخزين البيانات، وهذا يوحي نوعاً ما بأننا ندخل في دورة فائقة».

وعلى الرغم من أن بعض أسهم التكنولوجيا الصينية تتداول بتقييمات أعلى بكثير من شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة إلا أن التقييمات بشكل عام في قطاع التكنولوجيا الآسيوي أقل من تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

وعلى سبيل المثال تُتداول أسهم ناسداك 100 بمتوسط نسبة سعر إلى ربحية على مدار 12 شهراً يبلغ 35، بينما نسبة مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا 20 ضعفاً.

وصرح تشارلي لينتون، مدير محفظة سابق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وآسيا واليابان في شركة الاستثمار «ناينتي ون» قائلا: «التقييمات في أجزاء من قطاع التكنولوجيا الأمريكي أكثر ارتفاعاً، ما يعكس توقعات عالية بتحقيق الربح من الذكاء الاصطناعي.

بينما نحن في آسيا نولي اهتماماً خاصاً للتقييمات المميزة لأشباه الموصلات، لذلك يتداول قطاع التكنولوجيا الأوسع نطاقاً عند مستويات معقولة، مدعوماً بنمو الأرباح وقوة الميزانية العمومية».

ولا تزال نسبة السعر إلى الربحية لشركات مثل علي بابا وتينسنت أقل من نظيراتها الأمريكية مثل أمازون وأبل - ويعود ذلك أساساً إلى حالة عدم اليقين التنظيمي، التي أعقبت حملة بكين على قطاع التكنولوجيا .

- ويعزو البعض المكاسب الأخيرة في قطاع التكنولوجيا الآسيوي إلى بدء مواكبته لمنافسيه في وول ستريت. وقال جيري وو، مدير صندوق الأسواق الناشئة لدى بولار كابيتال: «إنها مجرد إعادة تقييم لبعض الأصول الصينية الأكثر إثارة للاهتمام والابتكار».