كلير جونز

صرح رئيسان إقليميان للاحتياطي الفيدرالي أنهما لم يدعما خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع الأخير للمجلس، ما يبرز السبب وراء تحذير رئيس البنك المركزي الأمريكي، جيروم باول، يوم الأربعاء، من أن أي خطوة أخرى في اتجاه الخفض خلال اجتماع ديسمبر ليست حتمية.

صرحت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، ونظيرتها في بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، بأنهما كانتا تفضلان إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، بدلاً من خفض النطاق المستهدف للأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 3.75 - 4 %.

وقالت هاماك إنها قلقة من أن ضغوط الأسعار «واسعة النطاق» تعكس ارتفاع أسعار الكهرباء وتكاليف التأمين، إلى جانب الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بينما قالت لوغان، التي حذرت من أنها ستجد «صعوبة» في دعم خفض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر ما لم تظهر أدلة على ضعف سوق العمل أو التضخم: «لا يزال التضخم مرتفعاً للغاية، ما يثقل كاهل ميزانيات الشركات والأسر».

وأضافت: «ليس من المناسب في ظل هذه التوقعات الاقتصادية خفض أسعار الفائدة»، وفي حين أن لوغان وهاماك لا يملكان حق التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، التي تحدد أسعار الفائدة، فإنهما ينضمان إلى جيف شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، العضو المُصوّت الذي عارض الخفض. وصرح شميد بأن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وأقساط التأمين كانا وراء قراره.

وتأتي المعارضة المتزايدة لتخفيضات أسعار الفائدة من رؤساء الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن صدم باول المستثمرين بإشارته إلى أن البنك المركزي الأمريكي قد يوقف دورة خفض أسعار الفائدة في ديسمبر وسط ضغوط متزايدة من صقور اللجنة.

وتضع الأسواق الآن احتمالاً بنسبة 61 % لخفض آخر قبل نهاية العام، بانخفاض عن 92 % في اليوم السابق لتصريحات باول.

وقال رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إنه أيّد «في النهاية» خفض أسعار الفائدة في أكتوبر، لكنه أعرب عن سعادته بتوضيح باول أن خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة مئوية غير مضمون.

وقال بوستيك: «لطالما كنت قلقًا من ظهور رواية مفادها أننا نسير نحو الخفض»، وفي إشارة إلى رهانات السوق قبل تصريحات باول التي أشارت إلى أن الخفض شبه مؤكد، أضاف بوستيك: «لم أكن أتوقع ذلك».

خفضت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة لأول مرة منذ ديسمبر 2024 خلال شهر أغسطس وسط مؤشرات على ضعف سوق العمل الأمريكي.

وفي تصويت سبتمبر توقعت أغلبية ضئيلة من أعضاء اللجنة الـ19 خفضين أو أكثر قبل نهاية العام، ما يشير إلى أن البنك المركزي الأمريكي سيتحرك في أكتوبر وديسمبر.

أيدت أغلبية كبيرة من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، الأربعاء، حيث أيد 10 أشخاص هذه الخطوة، وأظهرت أرقام الرواتب غير الزراعية، التي جمعها مكتب إحصاءات العمل تراجعاً حاداً في خلق فرص العمل منذ الربيع - على الرغم من أن باول صرح بأن ذلك يُعزى بشكل كبير إلى حملة ترامب على الهجرة.

وارتفع معدل البطالة تدريجياً إلى 4.3 %، من 4.2 %، لكنه لا يزال منخفضاً مقارنة بالمعايير التاريخية، وأثار جيف شميد شكوكاً حول أن تخفيضات أسعار الفائدة «ستسهم كثيراً في معالجة الضغوط في سوق العمل، والتي غالباً ما تنشأ عن التغيرات الهيكلية في التكنولوجيا والتركيبة السكانية».

لم يصدر مكتب إحصاءات العمل تقرير الوظائف لشهر أكتوبر بعد بسبب إغلاق الحكومة، ومن المرجح أيضاً تأجيل التقارير اللاحقة.

وأقر باول بأن نقص البيانات الرسمية يقلل من احتمالية خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، قائلاً: «ماذا تفعل إذا كنت تقود سيارتك في الضباب؟ عليك أن تخفف سرعتك».

وانتقد كريس والر، أحد المحافظين بالاحتياطي الفيدرالي والمرشح الداخلي الأبرز لخلافة باول عند انتهاء ولايته الثانية في مايو 2026، «مزاعم» أن البنك المركزي لم يكن لديه البيانات اللازمة لتبرير خفض تكاليف الاقتراض مرة أخرى في ديسمبر، وقال والر على قناة فوكس بيزنس: «قد يخبرك الضباب أن تبطئ، لكنه لا يخبرك أن توقف سيارتك جانباً».

وأضاف: «التصرف الصحيح في السياسة هو الاستمرار في خفض الإنفاق». في المقابل، قال بوستيك إنه «أعجبه حقاً» تشبيه «الضباب» من جانب باول، معتبراً أنه مناسب في بيئة يسودها «الكثير من عدم اليقين وقلة الوضوح».

وأشارت بيث هاماك إلى أن عدم الوضوح بشأن التوقعات الاقتصادية يفسر تزايد انقسام اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

وأضافت: «نسمع آراء متباينة لأننا نريد أن نبذل قصارى جهدنا من أجل الشعب الأمريكي، ولسنا متأكدين الآن من ماهية ذلك».