تكمن المهارة الأساسية للشركة الناجحة في قطاع الرفاهية في النظرة الثاقبة لتحديد أي من الاتجاهات الناشئة العديدة التي يمكن أن تتمتع بقوة صمود، ثم التركيز على المنتج الذي يُجسد روح العصر على أفضل وجه.

وسيجد المستثمرون الذين يحاولون تحقيق إنجاز مميز في القطاع أنظارهم مسلطة على مجموعة «إل في إم إتش»، المملوكة لبرنار أرنو.

وقدمت مبيعات الربع الثالث لهذه الشركة البارزة في القطاع دليلاً مهماً على تحسن أحوال القطاع، لكن لا تزال إيرادات القسم الرئيسي الخاص بالأزياء والمنتجات الجلدية، والذي يضم علامات تجارية مثل لوي فيتون وديور، في انخفاض بنسبة 2 % في الربع الثالث، وإن كان معدل الانخفاض قد تباطأ من 9 % في الربع السابق.

وهذا يشير إلى أننا ربما نكون اقتربنا أخيراً من أدنى مستوى للإنفاق الإجمالي على الرفاهية.

وسيكون التحول في دورة الرفاهية خبراً ساراً للشركات في جميع أقسام القطاع، ويساعد في تفسير سبب ارتفاع سعر سهم «إل في إم إتش» يوم الأربعاء بنسبة 14 %، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار أسهم «هيرميز» و«بلوبيري» و«كيرينغ» الملكة لعلامة «جوتشي». ومع ذلك، من المتوقع أن تستفيد الشركة الأكبر بالقطاع بشكل غير متناسب.

ويتوقع أن تحقق حقائب اليد والفساتين - التي تمثل ثقلاً في المجموعة بعلامتها التجارية الضخمة «إل في» أداءً أفضل من الأحجار الكريمة.

وقد تفوقت المجوهرات على ما يسمى بالرفاهية «الناعمة» مؤخراً، حيث نمت بنسبة 4 % سنوياً بين عامي 2022 و2025، بينما سجلت الأخيرة استقراراً في الأداء، وفقاً لتحليل شركة «آر بي سي».

لذلك، أمامها مجال للنمو للحاق بالركب.

كذلك، اتخذت العلامات التجارية للأزياء والسلع الجلدية خطوات لتحسين عروض القيمة الخاص بها، بعد أن عانت من مزيج من ارتفاع الأسعار والتصميمات غير المثيرة.

وقد يبدو مفهوم «القيمة مقابل المال» غريباً في قطاع يقتنع فيه العملاء بدفع آلاف الدولارات مقابل خصلات من الشاش مصنوعة بإتقان، لكن من الواضح أنه حتى فاحشي الثراء لا يرغبون في الشعور بأنهم يخدعون.

والآن، تميل الصناعة إلى التخفيف من زيادات أسعارها. وفي الواقع، يعزى تحسن «إل في إم إتش» هذا الربع بشكل رئيسي إلى حجم المبيعات، وليس إلى هوامش الربح.

وقد لحق التضخم الواسع بزيادات أسعار «إل في إم إتش» في كل من فرنسا والولايات المتحدة، وفقاً لتحليل شركة بيرنشتاين.

على كل حال، فإنه من المؤكد أن انتعاش قطاع الرفاهية -عند حدوثه- سيكون أقل تألقاً مما شهده القطاع في أعقاب الجائحة.

وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تتمكن العلامات التجارية من رفع أسعارها والاستمرار في بيع الحلي بحمولات ضخمة.

وليست «إل في إم إتش» الدار الوحيدة التي تستعد للاستفادة من انتعاش الرفاهية الناعمة، أو الوحيدة التي تمتلك مواهب تصميم جديدة لعرضها. فقد حقق ديمنا غفاساليا، المدير الإبداعي الجديد في غوتشي بدايةً مشجعة.

وكان سهم «إل في إم إتش» تضرر بشدة خلال فترة الركود. وهذا الصيف، انخفض السهم عن علاوة سعره التاريخية ليتم تداوله بخصم على مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي للسلع الفاخرة على أساس مضاعف الأرباح المستقبلية، وهو الآن أعلى بقليل من المتوسط.

وبينما لا تظهر فوائد ثقل المجموعة فوراً في فترات الركود، فإن امتلاك المال لدعم رؤيتها يفيدها عندما تتراجع دورة الأسواق.