هاكيونغ كيم - أوليفر بارنز

أعلنت البنوك الأمريكية الثلاثة الكبرى - جولدمان ساكس، وجيه بي مورغان تشيس، وسيتي - تحقيق نتائج ربع سنوية قوية.

ولذلك، زادت الصفقات وارتفعت عائدات التداول. لكن، كما هي الحال في كثير من الحالات، من الأسهل دائماً تذكر التعليقات السلبية عن تلك الإيجابية، فقد حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي بنك جيه بي مورغان، قائلاً: «لدينا الكثير من الأصول التي تبدو وكأنها على وشك الدخول في منطقة الفقاعة». فهل حان الوقت للبحث عن الفرص في أسواق أخرى؟

في وقت سابق من هذا الشهر، أشاد عدد من المحللين بجاذبية قطاع أسهم القيمة الأمريكية الذي يُنظر إليه بانتقادات كثيرة. وأشاروا إلى أن هناك ما هو أكثر في الحياة من مجرد النمو والتكنولوجيا.

وقد كان أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الفرعي للأسهم ذات القيمة أقل من أداء فئة النمو في ستاندرد آند بورز 500 في السنوات الأخيرة - لكن من المهم ملاحظة أن قيمة أسهم القيمة آخذة في التزايد.

وقد لوحظ أن القيمة كانت بالفعل من أفضل مجالات الاستثمار في الأسهم العامة أداء - دولياً.

وأشار دان راسموسن من شركة «فيرداد أدفايزرز» إلى أنه على مدار السنوات الخمس الماضية، كانت الشركات الصغيرة الدولية «رابحاً هادئاً».

وقال راسموسن: «لقد غيّر هذا العام الصورة حقاً، حيث أصبحت العديد من أسواق العملات والأسهم الدولية أفضل من الولايات المتحدة، مؤكداً أن ما حقق ربحاً حقيقياً هو أسهم القيمة في الأسواق الدولية.

وكلما كان الاسم أرخص وأصغر، كان أداؤك أفضل. وهو يعاكس تماماً ما نجح في الولايات المتحدة تماماً.

والمشكلة أن سردياتنا حول ضعف القيمة تتمحور بشكل كبير حول الولايات المتحدة. بينما واقع الأمر يقول إن أسهم القيمة ليست سيئة، بل انتقلت للتو إلى الخارج.

ومعظم الأسماء في صناديق المؤشرات المتداولة الدولية للأسهم الصغيرة التي استند إليها راسموسن تنتمي إلى قطاعي الصناعات والمواد، و/ أو تقع في أوروبا واليابان - أما أسماء النمو أو الابتكار، فهي بالتأكيد ليست كذلك. كما أنها أقل خطورة بكثير من شركات التكنولوجيا الأمريكية، وحتى الشركات الأمريكية ذات القيمة السوقية الصغيرة.

وربما يعكس نجاح تداول أسهم القيمة الصغيرة في الخارج مدى غرابة ظروف سوق الأسهم الأمريكية، أكثر من دلالة أسماء القيمة العالمية نفسها.

وتتصدر شركات التكنولوجيا الأمريكية ذات القيمة السوقية الضخمة مجال الابتكار، وكما أشار عدد من المحللين سابقاً، فإنه يتم تداول أسهم هذه الشركات على أمل تحقيق تقدم مستقبلي.

وهذا هو المنطق الذي استخدمه المستثمرون لتبرير التقييمات الباهظة، لكن كما يشير راسموسن: من النادر في التاريخ أن تكون أكبر الشركات هي الرابحة الأكبر في الأسهم، أو أن يكون شراء أغلى الشركات استراتيجية رابحة. لذا، من المهم أن نتذكر جيداً بأن الأسواق في أماكن أخرى من العالم لا تزال مجزية، وتتجاوز مجرد النمو.

في الوقت نفسه، من المهم تحذير الشركات - التي شجعها انفتاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صانع الصفقات الرئيسي، على الصفقات الكبيرة والرائعة - بأن تفكر في مصالح المساهمين، فبعد أن سيطر ترامب على هيئات مكافحة الاحتكار في واشنطن، وتحمس لإبرام صفقات ضخمة، نسيت الشركات الأمريكية ضرورة تبرير صفقاتها لقاعدة المستثمرين – وهي لذلك تواجه غضب صناديق التحوط النشطة.

وقد كشفت صحيفة فاينانشال تايمز منذ أيام عن أن شركة ستاربورد فاليو، المملوكة لجيف سميث، قد استحوذت على حصة في شركة كيوريج دكتور بيبر، بعد أن انخفض سهمها بأكثر من 25 % في أعقاب صفقة صانع المشروبات الغازية بقيمة 15.7 مليار يورو لشراء شركة صناعة القهوة الأوروبية جيه دي إي بيتس.

وشركة ستاربورد، التي دخلت في مفاوضات خاصة مع «كيوريج دكتور بيبر» في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، ليس لديها أي سبيل لعرقلة الصفقة.

لكنها استغلت بمهارة الاستياء واسع النطاق للمساهمين بشأن عملية الاستحواذ.

وفي أعقاب إعلان الصفقة في أغسطس، كان هناك إجماع على أن المستفيد الأكبر من الصفقة هي «جاب هولدينجز»، شركة الاستثمار التي صاغت اندماج عام 2018 الذي أدى إلى إنشاء «كيوريج دكتور بيبر»، وكانت أكبر مستثمر في «جيه دي بيتس»، بحصة 68 %.

وتم عقد ما يقرب من 50 صفقة بقيمة 10 مليارات دولار أو أكثر عالمياً هذا العام، وفقاً لبيانات من بورصة لندن للأوراق المالية – وصفقة «كيوريج دكتور بيبر» ليست بأي حال من الأحوال الصفقة الوحيدة التي واجهت مقاومة من النشطاء.

فقد استهدفت «إليوت مانجمنت» شركة جلوبال بايمنتس بعد رد فعل المستثمرين السيئ على استحواذها على «وورلد باي» بقيمة 24.2 مليار دولار في صفقة ثلاثية الأطراف، والتي تمت خلال عاصفة السوق التي أطلقها إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية في أبريل.

والنتيجة: وافقت مجموعة المدفوعات الشهر الماضي على إضافة عضوين جديدين في مجلس الإدارة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لإدارة عملية دمج «وورلد باي» بهدف إبعاد «إليوت مانجمنت».

وسيتم إضافة عضو مجلس إدارة آخر متفق عليه بشكل متبادل بحلول العام المقبل.

وكما هي الحال مع عمليات الاندماج والاستحواذ، لم يكن هناك تباطؤ صيفي معتاد في نشاط المساهمين خلال الربع الثالث، حيث تجاوز شهرا يوليو وأغسطس ضعف متوسط النشاط على مدار أربع سنوات لكل شهر، وفقاً لتقرير صادر عن بنك الاستثمار باركليز.

وغالباً، ما كانت الصفقات الكبيرة مصحوبة بمخاطر كبيرة. والآن، تعاود الشركات حماسها لعقد الصفقات.

وسيكون من الحكمة أن تنتبه الشركات إلى هذه المخاطر، وإلا فقد لا يقتصر ما يسمى بـ«صدمة ترامب» على عقد الصفقات، بل قد ينطبق على نشاط المساهمين أيضاً.