ولذلك، فإن تحالفها مع شركة «أيه إم دي» لتصنيع الرقائق يضيف خيطاً جديداً إلى شبكة العنكبوت.
ومن الطبيعي فهم كلا الاتفاقين على أنهما يأتيان في إطار بناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء، حيث تلتزم «أوبن أيه آي» بشراء كميات كبيرة من رقائق السيليكون عالية الجودة، فيما يحصل صانعو الرقائق على وعد مضمون بإيرادات مستقبلية كبيرة.
كما ستمنح «أيه إم دي» شركة «أوبن أيه آي» ضمانات تُخوّلها الحصول على 10% من الشركة إذا حققت أهدافاً مُحددة. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، بما في ذلك وصول سهم «أيه إم دي» إلى 600 دولار، فستمتلك شركة ألتمان حصة بقيمة 96 مليار دولار، مقابل 1.6 مليون دولار فقط.
كما أنها تأمل أن ترغب الشركات الأخرى، عندما ترى «أوبن أيه آي» تستخدم رقائق MI450 الجديدة، في الحصول على هذه الرقائق هي الأخرى. وهذا يسهم في فهم السبب وراء ارتفاع القيمة السوقية لشركة «أيه إم دي» بأكثر من 80 مليار دولار في غضون دقائق من الإعلان عن الاتفاقية.
في الوقت نفسه، تُعد مايكروسوفت من أوائل المستثمرين في «أوبن أيه آي». كما تتعاون شركة ألتمان مع جوجل، كعميل وكمورد أيضاً، نظراً لتوفر نماذجها على منصة جوجل السحابية.
كما اعتادت الشركات المالية الألمانية على الاستحواذ على حصص في شركات محلية، ولـ«دويتشه بنك»، مثلاً، في شركة دايملر لصناعة السيارات. وتمتلك شركة ميريل لينش، المعروفة الآن باسم بنك أوف أمريكا، حصة كبيرة في شركة بلومبرغ إل بي.
وخلال التسعينيات من القرن الماضي، بدأت شركة كرايسلر لصناعة السيارات في تقليد روح التعاون - وليس المشاركات المتبادلة - لنموذج «كيرتسو» الياباني من خلال العمل مع الموردين بدلاً من العمل بصورة تسير ضد مصالحهم. ولفترة من الوقت، أصبحت من خلال ذلك أكثر شركات صناعة السيارات الكبيرة ربحية في الولايات المتحدة.
وكلما زاد اعتماد الشركات على نمو «أوبن أيه ى ي»، وزاد تركيز الشركة بأعمالها على خدمة أهم عملائها، ارتفعت المخاطر التي تواجهها - سواء من حيث الربح أو سعر السهم - إذا توقف هذا النمو. لكن في كل الأحوال، يبدو بناء إمبراطورية ألتمان ذكياً، خاصة أن تأمين نجاح «أوبن أيه آي» أصبح عمل الجميع حرفياً.
