روبرت أرمسترونغ
توقفت عند فقرة بتقرير لفاينانشال تايمز يوم الجمعة حول بلوغ مختلف الأسواق مستويات قياسية جديدة. ومن الواضح أن الارتفاع لا يقتصر على الولايات المتحدة، فقد وصل مؤشر «إم إس سي آي العالمي» لجميع الدول، الذي يتتبع أسهم الاقتصادات المتقدمة والناشئة، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. وتجاوزت أسهم الأسواق الناشئة، التي تجنبها المستثمرون في السنوات الأخيرة، المؤشر العالمي حتى الآن خلال العام الجاري، في إشارة إلى تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة.
إذا ثبت أن هذا التطور عميق ومستمر، فسيكون ذا أهمية كبيرة. فلسنوات عديدة، كان أفضل خيار هو شراء أسهم الشركات الأمريكية ذات القيمة السوقية الكبيرة، لأن يحقق أي سهم آخر لم يحقق أداء يُذكر. وإذا اشتريت أسهماً أمريكية صغيرة (مؤشر راسل 2000)، وأوروبية (مؤشر ستوكس)، واليابانية (مؤشر توبكس)، وأسهمًا في الأسواق الناشئة (مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة، وهو مؤشر صيني ــ تايواني ــ هندي ــ كوري جنوبي)، فسيكون أداؤك نصف ما كان ليكون عليه لو اشتريت مؤشر ستاندرد آند بورز 500، أو أسوأ. ويُظهر الأداء الضعيف للغاية لأسهم القيمة الأمريكية (مؤشر راسل 1000 فاليو) أن قصة أسهم القيمة الأمريكية الكبيرة هي أيضاً، إلى حد كبير، قصة أسهم نمو. لذلك، هل تبدو الأمور مختلفة مؤخراً؟ إلى حد ما، وإليكم بعض المؤشرات التي تؤكد ذلك خلال الأشهر الثلاثة الماضية:
لا تزال أسهم القيمة الأوروبية والأمريكية متأخرة (على الرغم من أن الأسهم الأوروبية ارتفعت بنسبة نقطة أو نقطتين مئويتين من أدائها المُقوّم بالدولار نتيجة لضعف الدولار). لكن اليابان والأسواق الناشئة والأسهم الأمريكية الصغيرة انضمت إلى هذا المشهد. ولست متأكداً مما يجب فعله بشأن هذا النمط. وقد تقول إحدى النظريات إن الأمر يتعلق بتوقع تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية، والتي من الناحية النظرية تساعد الأسواق الناشئة واليابان من خلال فروق العملات، والشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة من خلال حساسيتها (المفترضة) لأسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تواجه أسهم القيمة صعوبات إذا ساد اعتقاد بأن الاقتصاد الأمريكي يمر بتباطؤ دوري، وأن الاقتصاد الأوروبي يعاني من الركود.
مع ذلك، هذا ليس مُرضياً تماماً، لأنه أليس من المفترض أن تستفيد أوروبا من تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار! كذلك، أليس من المفترض أن تتضرر الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة أيضاً من الضعف الدوري!
من ناحية أخرى، فإنه عندما يُحصي المحللون إيجابيات وسلبيات الاقتصاد الأمريكي (وبالتالي السوق) هذه الأيام، فإن النفقات الرأسمالية دائماً ما تكون في موقع بارز على جانب «الإيجابيات». ويرتبط هذا ارتباطاً وثيقاً بجنون بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، لكن ماذا عن الصناعات الأخرى؟
وفي تحليل لمؤشر «إس آند بي 500»، فإن رأس المال لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة قد ارتفع بشكل كبير العام الماضي، ويمثل الآن نسبة مذهلة تبلغ 28% من المؤشر (مقابل 5% قبل عقد من الزمن)، كما أن الاستثمار الرأسمالي لشركات أخرى قد ارتفع أيضاً. وخارج شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة، يعتبر الإنفاق الرأسمالي لشركات مؤشر «إس آند بي 500» جيداً، وهو يواكب المبيعات، إلى حد ما. لكن يبقى الجزء المثير في قصة الاستثمار الرأسمالي مقتصراً على الذكاء الاصطناعي.
