تفصل الدرجة السياحية الممتازة بين الركاب بشكل لا مثيل له في أي درجة سفر أخرى. ويقدر المسافرون تماماً كل بوصة إضافية، فيما يعبر المنتقدون عن شكوكهم في أن شركات الطيران تجعل تجربة الجلوس في المقاعد الخلفية أكثر سوءاً لإجبارهم على الدفع أكثر للحصول على مساحة إضافية.

على أية حال، تثبت المقصورات المطورة أنها تحقق أرباحاً جيدة، لذلك، تعمل شركات الطيران حول العالم على تحديث وتوسيع عروضها. ومن الناحية المالية، على الأقل، يبدو أنها صفقة أفضل لمقدمي الخدمات منها للركاب.

وأخذت شركات الطيران تعيد النظر في الفجوة بين درجة رجال الأعمال المريحة والمقاعد التي تتحول إلى ما يشبه الأسرّة وعدم الراحة في الخلف في ظل الوضعية العمودية للمقاعد، وذلك بفضل ميل المسافرين إلى الإنفاق أكثر على السفر المميز بعد الجائحة. وأظهر المسافرون للترفيه على وجه الخصوص، استعداداً واضحاً للدفع مقابل مزايا مثل مساحة أكبر للأرجل وأولوية الصعود إلى الطائرة.

وأعلنت شركة دلتا في يوليو أن إيراداتها من الدرجة الممتازة تنمو بنسبة 5% على أساس سنوي، أي أسرع من الدرجة السياحية. ووفرت شركة «أميركان إيرلاينز» هذا الصيف درجة سياحية ممتازة معاد تصميمها، ولديها خطط لزيادة مساحة الدرجة الممتازة بنسبة 50% بحلول عام 2030، بينما تزيد الخطوط الجوية البريطانية مقاعد الدرجة السياحية الممتازة بمقدار الخمس بحلول عام 2027. كما باتت الخطوط الجوية الكورية توفر الدرجة السياحية الممتازة لأول مرة، أما طيران الإمارات فكانت قد أعلنت عن الدرجة السياحية الممتازة قبل ثلاث سنوات.

ولم يعد الأمر يقتصر على شركات الطيران ذات الخدمات الكاملة، فشركة ساوث ويست إيرلاينز، الرائدة في الولايات المتحدة في مجال الطيران منخفض التكلفة الذي يقدم عروضاً شاملة، بدأت هي الأخرى في بيع مقاعد أغلى ثمناً مع مساحة إضافية للأرجل هذا العام. وقبل أسبوعين، أعلن رئيس الشركة بوب جوردان أنه يجري دراسة فكرة إطلاق صالات انتظار ممتازة للركاب ومن المفترض أن يكون هذا بمثابة أخبار سارة لأولئك الذين يحبون وسائل الراحة الشخصية.

وتبلغ تكلفة درجة الأعمال أكثر من أربعة أضعاف الدرجة السياحية، بناءً على مسح للرحلات عبر المحيط الأطلسي بين أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة التي تقدمها سبع شركات طيران في يوم معين الشهر المقبل. ومع ذلك، يبدو أن منتقدي الدرجة السياحية الممتازة محقون بشأن التكلفة: حيث يصل متوسط سعر المقاعد في هذه الدرجة إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف سعر الدرجة السياحية الأساسية.

ومن الصعب تحديد مدى ربحية الدرجة السياحية الممتازة لشركات الطيران ومساهميها، إذ تحافظ كل منها على سرية حساباتها بعناية، والتي تختلف بطبيعة الحال باختلاف طراز الطائرة، وتكاليف الموظفين، وحمولة الشحن، والمقعد، والمسار.. والقائمة تطول.

ومع ذلك، تشير بعض المبالغ للمقاعد خلف درجة رجال الأعمال، بعد مقارنة خرائط المقاعد لشركات الطيران نفسها عبر الأطلسي، إلى أنه بافتراض امتلاء الكبائن، تجني شركات الطيران حوالي 50% أكثر من الدرجة السياحية المميزة مقابل مساحة الأرضية نفسها التي تجنيها من المقاعد الرخيصة في الخلف.

ومن المتوقع أن يظهر هذا الدخل الإضافي في ربحية شركات الطيران لكل ميل طيران في مرحلة ما. في غضون ذلك، سيحرص ركاب الدرجة السياحية الممتازة على تجاهل نظرات أولئك الذين يتجهون إلى المقاعد الأخيرة في الخلف، فالقيمة يحسبها، في نهاية المطاف، حامل بطاقة الائتمان.