أتراكتا موني

أكد نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «تتنمر» على الدول لإجبارها على التخلي عن سياساتها المتعلقة بتغير المناخ من خلال ربطها باتفاقيات تجارية، ما يهدد بإبطاء التحرك الدولي للحد من الاحتباس الحراري.

وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز»، قال غور: إن إدارة ترامب «تحاول جاهدة إبطاء وتيرة التحول في مجال الطاقة بكل الطرق الممكنة». وقال: «شهدنا، في الأسبوع الماضي فقط، جولة في أوروبا قام بها مسؤولان من إدارة ترامب، في محاولة للضغط على دول أخرى لتغيير سياساتها وأهدافها المناخية».

وكان وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، الذي زار القارة الأوروبية خلال الأسبوع الماضي، حذر الاتحاد الأوروبي من أن سياساته المناخية و«حملته» لتحقيق انبعاثات غازات احتباس حراري «صفرية» بحلول عام 2050 تشكل تهديداً كبيراً لاتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأوضح غور أن بعض الدول ترد على الضغوط الأمريكية بـ «التعتيم الأخضر»، في إشارة إلى أسلوب التقليل من أهمية جهود المناخ أو إخفائها.

ونبه غور إلى أن التهديدات التجارية، باعتبارها «تكتيكاً واضحاً للتنمر»، ستضعف من قوة ترامب كثيراً، مضيفاً بقوله: «أعتقد أن معظم الدول ستواصل المضي قدماً في العمل المناخي رغم كل الضغوط التي يحاول ترامب ممارستها».

وجاءت تصريحات غور، البالغ من العمر 77 عاماً، في الوقت الذي أصدرت فيه مجموعة إدارة استثمارات الجيل، التي شارك في تأسيسها قبل أكثر من عقدين مع ديفيد بلود، المدير التنفيذي السابق لشركة جولدمان ساكس، تقريرها السنوي عن حالة التحول العالمي إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات.

وتدير المجموعة أصولاً بقيمة 33 مليار دولار تقريباً، بما في ذلك حصة في شركة أوكتوبس للطاقة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها. وحذر تقرير المجموعة من منعطف حرج في العمل المناخي العالمي، إذ يبتعد العالم أكثر وأكثر عن هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وذلك حتى قبل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الأمم المتحدة للمرة الثانية في عهد ترامب.

وقال غور: «كل ليلة، تؤكد أخبار التلفزيون أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى حول العالم تعاني الكثير من حرائق الغابات والفيضانات والحرارة الشديدة. وكان العام الماضي بالفعل الأكثر حرارة على الإطلاق». وأضاف: «أخيراً، بدأنا نستوعب حقيقة ما نواجهه».

وأشار تقرير «الجيل» إلى أنه في حين أن سياسات إدارة ترامب قد تبطئ التحول العالمي في مجال الطاقة للابتعاد عن حرق الوقود الأحفوري، المساهم الرئيسي في الاحتباس الحراري، فإن التحول طويل الأمد نحو اقتصاد أكثر خضرة «سيستمر رغم ذلك بقوة كبيرة».

قال غور: «إن قوى السوق التي تم إطلاق العنان لها، خصوصاً في السنوات العشر الماضية منذ اتفاقية باريس، تمثل أقوى عوامل التغيير»، حيث تضخ استثمارات أكبر بكثير في مجال الطاقة المتجددة مقارنة بالوقود الأحفوري. وفي مثال آخر، استشهد بتوقعات نمو السيارات الكهربائية، والتي من المقدر أن تشكل نحو 25 % من المبيعات العالمية هذا العام وأكثر من 60 % في الصين.

وأكد أن التحول الجاري نحو الطاقة النظيفة في الصين «مذهل»، مشيراً أيضاً إلى الانتشار السريع لاستخدام الألواح الشمسية، بالإضافة إلى التوسع المتزايد لتكنولوجيا الطاقة الشمسية في الدول النامية ومنها باكستان. كما قلل غور من شأن المخاوف بشأن تزايد الطلب على الطاقة من الذكاء الاصطناعي. وقال: «إنه قد يكون سبباً للقلق العميق، لكن ليس لحالة من الذعر».