ونظراً للمكانة المحورية التي تحتلها هذه الشركات في منظومة الأسواق، فإن ما يحدث يمثل تحذيراً مهماً يستحق أن يؤخذ على محمل الجد.
فالأمر لا يقتصر على التقييمات مفرطة التفاؤل لأسهم التكنولوجيا، بل يمتد أيضاً إلى الجوانب الخفية والأكثر خطورة داخل النظام المالي.
وزاد من حدة هذا الوضع الحماس الجارف الذي أثاره الذكاء الاصطناعي خلال العامين الماضيين، وهو ما يضاعف من المخاطر الكامنة في السوق.
وتعد مصنعة الرقائق «إنفيديا» أكبر هؤلاء العمالقة، والتي تبلغ قيمتها السوقية في الوقت الراهن 4.3 تريليونات دولار، أو ما يعادل القيمة الإجمالية لمؤشر «فوتسي 100» البريطاني بمرة ونصف تقريباً.
وقد أسفر ذلك عن هيكل شديد التقلقل يزداد فيه حجم القمة عن القاع في أسواق الأسهم الأمريكية، والتي تضخمت بدورها فباتت تستحوذ على حصة كبيرة بدرجة استثنائية من الأسهم العالمية.
وقد حققت أسهم كبرى شركات التكنولوجيا كافة المكاسب التي جناها المستثمرون بالولايات المتحدة هذا العام، وربما لهذا السبب ارتفع المؤشر 9.5% من بداية العام حتى يومنا هذا، بينما صعد مؤشر «راسل 200» الذي يتتبع أسهم الشركات الأصغر بما لا يتجاوز 4.2%. وحتى اللحظة، كان كل ما هو جيد لقطاع التكنولوجيا بصفة عامة وللذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص إيجابياً للأسهم العالمية.
ومع ذلك، وبافتراض حدوث خطب شديد السلبية لقطاع التكنولوجيا بصفة عامة وللذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، فلن يتطلب الأمر قدراً من العبقرية لمعرفة إلى أين ستصير الأمور.
وقد أدركت «أوبن إيه آي» هذا الأمر في الآونة الأخيرة مع إخفاق نموذج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي 5» في إبهار الجماهير في وقت مبكر من الشهر.
كما كان قد قال في وقت مبكر من الشهر: «هل المستثمرون مفرطو الحماس؟ أعتقد أن الإجابة نعم».
وتابع: «أعتقد أن بعض المستثمرين من المرجح أن يخسروا الكثير من الأموال، وأنا لا أريد التقليل من هذا الأمر. وهو أمر مريع. هناك بالفعل فترات تغلب عليها الحماسة غير العقلانية».
وجاء في التقرير: «يحقق 5% فقط من البرامج التجريبية الملايين من حيث القيمة، لكن يظل السواد الأعظم عالقاً في تأثير غير قابل للقياس على الأرباح والخسائر».
وصارت، قدرتك على أخذ عمل رتيب ثم إضافة سحر الذكاء الاصطناعي عليه والخروج بأعمال مربحة وقوية فكرة غير محتملة ومستبعدة بصورة أكبر.
وستمول الجهات الأكثر استهلاكاً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل «أمازون» و«ألفابيت»، ما يقرب من نصف مبلغ 3 تريليونات دولار (نعم، القيمة بالتريليون) المرجح إنفاقه على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وسيأتي الجزء الأكبر من التمويل المتبقي من شركات الأسهم الخاصة، والديون الخاصة، بالإضافة إلى رؤوس الأموال المخاطرة.
وفي هذا السياق، يقول جوش شيبلي، رئيس قسم أوروبا لدى «بي جي آي إم برايفت كابيتال»: «من المؤكد أن هذا أمر نتناوله بالنقاش في كل اجتماع للجنة التنفيذية، لكني لا أعتقد أن نسبته من سوق الائتمان الخاص كبيرة بما يكفي لأن نشهد صدمة نظامية» إذا ما وقع خطب سلبي ما. ومع ذلك، فليست هناك سوى طريقة واحدة لمعرفة ذلك.
وإذا ما بدأ المقرضون المتخصصون في الانهيار وألقى هذا الأمر بظلاله على النظام المالي الأوسع نطاقاً، فستكون عبارة «هذا أمر مريع» التي صرح بها ألتمان مجرد تقليل من حقيقة فداحة الأمور.
