جورج ستير - إيدن رايتر

على بُعد ساعة بالسيارة جنوب المنتجع الذي سيستضيف الاجتماع السنوي لكبار محافظي البنوك المركزية في العالم في جاكسون هول، بدأ كبار التنفيذيين في قطاع العملات الرقمية، بالفعل، لقاءاتهم مع أبرز صانعي السياسات الأمريكيين.

واستقطبت ندوة «وايومنغ بلوك تشين» من إريك ترامب، ورئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الجديد الموالي للعملات المشفّرة، بول أتكينز، إلى جانب اثنين من محافظي الاحتياطي الفيدرالي المدرجين على قائمة الرئيس دونالد ترامب، كمرشحين محتملين لخلافة جيروم باول.

وانطلق المؤتمر في قرية تيتون، عند سفح جبل «رنديفو»، قبل أيام من اجتماع الفيدرالي بمنتجع «جاكسون لايك لودج». وقال أحد المشاركين: «أكبر الأسماء في عالم الكريبتو والمال، تجتمع معاً في جاكسون هول».

مشيراً إلى أن الموضوع غير الرسمي لهذا العام، يتمحور حول موجة «شركات خزينة الكريبتو»، التي تجتاح أسواق الأسهم الأمريكية في الوقت الراهن.

وقد طغى التفاؤل على الأجواء، حتى بين صانعي السياسات، إذ قالت ميشيل بومان نائبة رئيس الفيدرالي للإشراف، في كلمتها، إنّ «الولايات المتحدة تقف مع ما يبدو أنّه تحول جذري في الطريقة التي نفكر بها في النقود والقيمة ونسيج النظام المالي».

ويأتي هذا الحدث، بموازاة ما وصفه محللو «غولدمان ساكس» بـ«صيف العملات المستقرة». فقد تدفقت الأموال هذا العام إلى العملات المستقرة، ومنتجات الكريبتو الأخرى، مع تأكيد إدارة ترامب دعمها الكامل للصناعة، عبر تمرير تشريعات واسعة، عززت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفّرة، لتتجاوز 4 تريليونات دولار للمرة الأولى.

وقال أحد الحضور، إنّ «الحدث تمحور حول كيفية دمج أدوات ناسداك مع الرموز، لتعظيم استراتيجيات الخزينة»، مشيراً إلى قائمة متزايدة من الشركات التي تتبع نهج مايكل سايلور، الذي شارك في تأسيس وقيادة شركة مايكرو استراتيجي، بتكديس الأصول المشفّرة المختلفة. وأضاف: «المصرفيون هنا أكثر من مستعدين لتسهيل الأمور».

ويحظى المؤتمر بأهمية مضاعفة هذا العام، في ظل صعود السوق، واتساع النفوذ السياسي للكريبتو. وإلى جانب كلمة ميشيل بومان حول الابتكار في النظام المصرفي، ألقى كريستوفر والر عضو مجلس محافظي الفيدرالي، خطاباً الأربعاء، حول تقنيات الدفع.

ويُنظر إلى والر وإلى محافظ آخر مشارك في المؤتمر، على أنهما مرشحان محتملان لرئاسة الفيدرالي، بعد انتهاء ولاية باول في مايو المقبل، علماً أنهما كانا قد عارضا قرار الفيدرالي في اجتماع يوليو، بالإبقاء على معدلات الفائدة ثابتة، وحثا بدلاً من ذلك على خفضها.

وتضم قائمة المشاركين أيضاً، إريك ترامب، إلى جانب كبار التنفيذيين في شركة «أمريكان بتكوين»، المتخصصة في تعدين العملات المشفّرة، والتي يدعمها مع شقيقه دونالد ترامب جونيور.

وكانت «فايننشال تايمز» ذكرت الأسبوع الماضي، أنّ الشركة تبحث عن شركات في آسيا لشراء كميات كبيرة من البيتكوين. وكان موضوع النقاش «مستقبل البيتكوين في أمريكا».

كما تضم القائمة عدداً من السياسيين، بينهم السيناتورة الجمهورية سينثيا لوميس من وايومنغ، والسيناتور الجمهوري تيم سكوت من ساوث كارولاينا، وهما من الرعاة المشاركين لمشروع قانون «جينيَس»، التشريع الذي يضع إطاراً تنظيمياً للعملات المستقرة، والذي وقّعه الرئيس ترامب، ليصبح قانوناً في وقت سابق من هذا العام.

وقال أحد الحاضرين: «هناك أمر مميز يحدث حالياً، مجتمع الكريبتو يسيطر على مدن بكاملها لتنظيم مثل هذه الفعاليات. ومؤتمر هذا العام بالفعل على مستوى مختلف تماماً، مقارنة بأي حدث تقليدي في عالم المال».