ففرض رسوم باهظة على سويسرا، موطن علامات الساعات المرموقة، مثل «رولكس» و«باتيك فيليب»، والمصدّر لما قيمته 5.4 مليارات دولار من الساعات إلى الولايات المتحدة العام الماضي، قد يشكّل ضربة محسوبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فبفضل أسعارها التي قد تصل في بعض الأحيان إلى عشرات ملايين الدولارات، تُعد الساعات الفاخرة من أفضل الأمثلة لـ «سلع فيبلن»، أي تلك التي تزداد جاذبيتها كلما ارتفع ثمنها.
وعندما أعلن في يناير عن إنهاء برنامج التحقق من الحقائق من جهات خارجية لدى «ميتا»، كان يضع على معصمه ساعة «غروبل فورسي هاند ميد 1»، التي تقارب قيمتها مليون دولار.
فبخلاف الرسوم المفروضة على بنغلاديش، المصدرة للقمصان التي تملأ رفوف المتاجر منخفضة الأسعار، فإن هذه ضريبة تقع على عاتق الأثرياء.
ففي حين يسارع صانعو السيارات والرقائق الإلكترونية إلى إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة، يمكن لصنّاع الساعات البقاء في أماكنهم دون قلق كبير بشأن إعادة هيكلة سلاسل التوريد. وهذا من حسن حظهم، إذ إن هذه الصناعة الحرفية متجذّرة في سويسرا، منذ ما يقارب خمسة قرون.
وتشمل التحديات الأحدث، قوة الفرنك السويسري، وارتفاع أسعار الذهب بشكل حاد، إضافة إلى التراجع العام الذي يشهده قطاع الرفاهية.
فعندما طرحت «أوديمار بيغيه» أولى ساعاتها من طراز «رويال أوك» في عام 1972، بسعر 2850 جنيهاً إسترلينياً، وهو أعلى بكثير من متوسط الأجور آنذاك، كان من الصعب تخيّل أن إصداراً جديداً من الطراز نفسه في عام 2021، سيباع بأكثر من خمسين ضعف ذلك السعر.
وبالمقارنة مع معدلات التضخم، وحتى أسعار العقارات في لندن، يُعد هذا استثماراً متفوقاً بفارق كبير.
