حازت المنشورات الطريفة على شعبية أكبر على شبكة مهنية عرفت بالمرح العرضي
أليكس إروين - هانت
في عام 2020، عندما كان روب مايهيو، المخرج الإبداعي البريطاني، يتصفح موقع «لينكد إن»، لاحظ غياب أي محتوى فكاهي على المنصة، كانت الشبكة المهنية تستخدم في ذلك الوقت بشكل أساسي للبحث عن وظائف أو للتفاخر بالإنجازات الشخصية، غالباً بطريقة مثيرة للحرج.
يقول مايهيو: «لم يكن لينكد إن المكان الذي تذهب إليه بحثاً عن الضحك»، لذلك، رأى في الفكاهة فرصة لتمييز نفسه على الموقع الذي يطغى عليه الطابع الرسمي والجدية. وبدأ مايهيو بنشر مئات المنشورات التي تتضمن مشاهد فكاهية عن مواقف العمل الشائعة، مثل انتظار بدء اجتماع على «زووم»، نتيجة لذلك، تجاوز عدد متابعيه 128 ألفاً.
لقد تغير شكل المحتوى الذي ينشره الأفراد والشركات على «لينكد إن»، تزامناً مع تداخل الحياة الشخصية والعملية عقب جائحة كورونا. واشتهرت المنشورات بعد ذلك التي تتطرق إلى النقاط السلبية ونقاط الضعف، وشاع أيضاً المحتوى الذي يسخر من الحياة المهنية، والتغني بالعمل من المنزل، ونظم مقاطع الراب التي تتحدث عن العمل كمندوب مبيعات لتكنولوجيا المعلومات.
وقالت تشارلوت داي، مديرة وكالة كونتنت ووركس للاستشارات في مجال وسائل التواصل الاجتماعي: «سئمنا المصطلحات المهنية، والرؤى عن الأعمال، والثرثرات عن القيادة». وفي فيض من الإعلانات على الإنترنت، تستخدم الفكاهة على نحو متزايد باعتبارها استراتيجية «لكسر جمود الرتابة» وللتواصل بصورة أقل رسمية.
ومن بين من يطلق عليهم «مؤثرو لينكد إن» الذين يستخدمون الكوميديا في منشوراتهم، هناك حساب «كوربوريت ناتالي»، التي تسخر مقاطع الفيديو خاصتها لمتابعيها الذين يبلغ قوامهم 140.000 متابع، من كل شيء، بداية من «الجيل زد» الذين يدخنون السجائر الإلكترونية (الفيب) داخل غرف الاجتماعات، وحتى الموظف الجديد غير المسؤول الذي لا يجب عليك اصطحابه في رحلة عمل إلى لاس فيجاس.
وسجلت شبكة «لينكد إن»، بين عامي 2019 و2022، ارتفاعاً بنسبة 160% في عدد «الأعضاء الذين يطالبون بمزيد من الطرق للتعبير عن الفكاهة». وتضاعف استخدام عبارات مثل «هاها»، و«لول»، والرموز التعبيرية المرتبطة بالفكاهة، تقريباً، ما حفز الشبكة على إضافة رمز تعبيري ضاحك إلى مجموعة الرموز التعبيرية التقليدية الخمسة.
وأعلنت ميندي كالينغ، الكوميدية الأمريكية، هذه الأنباء، وشجعت المستخدمين على نشر «تفاعلات عمل مضحكة» على الموقع.
ويأتي التحول نحو المنشورات الأكثر طرافة مع تسارع نمو شعبية «لينكد إن».
ومع ذلك، فإن ما يعقد الأفق الفكاهي للموقع هو سمعته بأنه «كوميدي بصورة عرضية»، فالناس على الموقع ينشرون منشورات غريبة يتفاخرون فيها بالروتين المرهق، أو استخلاص الدروس المهنية المستقاة من مآسي مريعة بجدية عبثية. وتم تخصيص منشورات على موقع «ريديت» للكشف عن أسوأ الأمثلة عن الترويج للنفس أو الإفراط في العمل.
ويتابع عشرات آلاف الأشخاص الحسابات الساخرة التي تتعرض بالانتقاد للمنشورات غير الملائمة أو منشورات القادة مفرطي الحماس، ويكون من الصعب في بعض الأحيان التمييز بين المحتوى الجاد والساخر.
وذكرت غياندا ساتشديفا، رئيسة قسم تجربة العملاء لدى «لينكد إن»، أنه صار من الأكثر شيوعاً في الوقت الراهن أن تجد الفكاهة في المنشورات، خصوصاً في مقاطع الفيديو، التي تشمل محتوى «أكثر واقعية». وفي العام الماضي، أطلقت المنصة إمكانية تصفح مقاطع فيديو منتجة على غرار مقاطع «تيك توك» ويمكن مشاهدتها عبر الهاتف المحمول.
ومع ذلك، أكدت ساتشديفا، أن «الفكاهة ليست الهدف المنشود في نهاية المطاف»، موضحة أنه يجب استخدامها «كأداة لتحقيق غاية» على شبكة اجتماعية أنشئت خصيصاً للأشخاص كي يتبادلوا المعرفة المهنية فيما بينهم. وتابعت «إذا كانت الفكاهة وسيلة جيدة لفعل ذلك، إذن، فلم لا».
