الكثير من القصص والخبايا المخفية عن العالم تختزلها جامايكا في جناحها المشارك في «إكسبو 2020 دبي»، خصوصاً في عالم الفن والموسيقى، إذ تأخذ الزائر في رحلة ساحرة يشاهد من خلالها الإبداعات الإيقاعية والغنائية المتنوعة والتي غيرت وجه الموسيقى.

وجعلت من جامايكا عاصمة للموسيقى في العالم على مدار 65 عاماً، وتشتهر جامايكا بعدد كبير من الإيقاعات التي أثرت العالم خلال السنوات الماضية، إذ كانت البداية في ثلاثينات القرن الماضي عبر موسيقى الـ «منتو» الشهيرة في ذلك الوقت، إذ تتميز هذه الموسيقى باستخدام الغيتار والبانجو وصندوق الرومبا.

أما المرحلة الثانية فكانت عبر أنغام «سكا» وهي عبارة عن اندماج «الجاز» و«آر آند بي» بين عامي 1962 و1966، والتي أصبحت موسيقى لشعب يمر بمرحلة انتقالية، حيث احتفل شعب جامايكا بالاستقلال عبر أبواق الموسيقى المعدنية وإيقاعات الرقص الناعسة.

حركة الريغي

أما موسيقى «الريغي» هي الأكثر انتشاراً وشهرة، إذ بدأت كحركة اجتماعية قائمة بحد ذاتها، ولنغماتها الهادئة دور مهم في تعزيز حوار حقوق الإنسان في جامايكا وحول العالم عبر التواصل مع المستمعين بغض النظر عن العرق أو المكانة الاجتماعية، أما موسيقى «روك ستدي» فقد ظهرت عقب موسيقى «سكا»، وهي إحدى المراحل الأولية لموسيقى «الريغي» بين عامي 1966 و1968 وتميزت بنغمتها المنخفضة والعزف على الغيتار الإيقاعي على الإيقاع السريع.

وبعدها ظهرت موسيقى «دب» كنوع متفرد بحلول العالم 1973، وبشرت بفجر جديد لموسيقى الريميكس، التي أثرت لاحقاً على المشهد الموسيقي في المملكة المتحدة، وقد قام بتطويرها مهندسون تحولوا إلى منتجين للتسجيلات. وتطورت الموسيقى الجامايكية مرة أخرى في أوائل الثمانينات مع احتلال موسيقى «دانسهول» مركز الصدارة وذلك بفضل إدخال الطبل على الكمبيوتر.

صوت السلام

عندما يذكر اسم جامايكا، هذه الجزيرة الكاريبية الساحرة، فإن أول اسم يتبادر إلى الأذهان هو أسطورة الريغي الراحل «بوب مارلي»، الذي قدَّم موسيقى خالدة، وبنى تاريخاً وإرثاً امتد لأجيال من بعده، ملهماً كثيراً من الفنانين لاتخاذه قدوة خصوصاً المهتمين بموسيقى الريغي.

ويظهر الأثر الأسطوري في الجدارية المعروضة للنجم الراحل في الركن الفني لجناح جامايكا بمعرض «إكسبو 2020 دبي»، والتي تحتفي بألبوم «إكسودس» الشهير الذي صدر العام 1977 مع فرقة «ذا ويلرز» واحتلت المركز الأول في جامايكا، فيما تصدرت قائمة الـ 20 في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

كما تم تصنيفه بألبوم القرن من قبل مجلة «تايم» الأمريكية في العام 1999، متفوقاً بذلك على أشهر مغني القرن العشرين، كما وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه أكثر فنان تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين.

جدار الشهرة

كما خصص الجناح ركناً يحمل اسم «جدار الشهرة» وضع عليه كل المغنيين الجامايكيين الذين آثروا على صناعة الموسيقى في العالم، أشهرهم النجم شاغي واسمه الحقيقي أورفيل ريتشارد بارل هو مطرب ريغي، وبدأ مشواره الموسيقي سنة 1995 بأغنية «بومباستيك» والتي حققت نجاحاً كبيراً عالمياً.