أصدر جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا» تقريره السنوي لعام 2021، الذي تضمن إنجازات وإجراءات الجهاز خلال هذه الفترة، ففي 31 ديسمبر 2021 كانت معدلات العائد السنوي للجهاز لمدة 20 و30 عاماً - على أساس نقاط الأساس - 7.3 % و7.3 % على التوالي، مقارنة بـ 6% و7.2 % في عام 2020، وتعود هذه الزيادات إلى السنوات التي خرجت من الحسابات إضافة إلى الأداء في عام 2021.

وقال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، في كلمة له في التقرير، إن التاريخ سينظر إلى عام 2021 على أنه العام الذي شهد فيه الاقتصاد العالمي وأسواق الأسهم بداية تعافي واسعة النطاق بعد جائحة كورونا.

وضع جيد

وأشار سموه إلى أن جهاز أبوظبي للاستثمار يتمتع بوضع جيد أتاح له الاستفادة من ظروف السوق في عام 2021، حيث حقق عائدات جيدة من حيث القيم المطلقة والنسبية. وفي إطار السعي لتنويع مصادره، سعى الجهاز إلى اقتناص الفرص في المناطق التي تتمتع بإمكانيات على المدى الطويل. واستعرض سموه إدارة الأصول الداخلية لدى «أديا» مقابل الأصول الخارجية ضمن محفظة أصول الجهاز، مبيناً أن الأصول الداخلية تستأثر بنسبة 54% من المحفظة، فيما ذهبت نسبة الـ 46% المتبقية إلى الأصول الخارجية.

التغير المناخي

ولفت سموه إلى أنه إضافة إلى التحديات المتمثلة في توظيف التطورات التقنية المتسارعة ومجموعات المهارات المتغيرة التي سيحتاجها المستثمرون كي ينجحوا في استثماراتهم، سيبقى التغير المناخي قضية مهمة لها تبعات طويلة المدى وبعيدة التأثير على المجتمع الاستثماري. وأدرج «أديا» اعتبارات التغير المناخي في عمليته الاستثمارية في عام 2018 وسيواصل تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ في نطاق فئات الأصول، بينما يسعى في الوقت نفسه إلى استغلال الفرص المرتبطة بتحول الطاقة. ويضطلع «أديا» أيضاً بدور حيوي كعضو مؤسس في «مجموعة عمل كوكب واحد لصناديق الثروة السيادية»، والتي تسعى إلى التعجيل بإدراج التغير المناخي في عملية إدارة الاستثمار المؤسسي.

وقال: إنه في عالم يواجه مشاكل معقدة على نحو متزايد، نعتقد أنه من الأهمية بمكان لصانعي السياسات، وقادة الشركات والمستثمرين البحث عن فرص تستهدف التعاون في مجالات الاهتمام المشترك. ومثال لذلك، أتمّ «أديا» حديثاً ولايته لمدة 3 سنوات كرئيس لـ «المنتدى الدولي لصناديق الاستثمار السيادية»، وشهدت هذه الولاية توسع المنتدى في عضويته، ومواصلة الاضطلاع بدوره كمنصة للصناديق السيادية لتبادل تجاربها وأفضل ممارساتها، كما نشط المنتدى على نحو فاعل خلال تلك الفترة في الترويج لدوره من خلال البحث. وفي 2021، دعم «أديا» لحكومة إندونيسيا في تطوير منهجها الكلي لإنشاء صندوقها السيادي لاستثمار الثروة، «هيئة إندونيسيا للاستثمار»، والتي تأسست حديثاً.

وتابع سموه: بينما كان 2021 عاماً قوياً آخر فيما يتعلق بعائدات «أديا»، سنظل نذكره أيضاً بسبب الزخم المتنامي الذي شهده فيما يتعلق بتنفيذ رؤية «أديا» للمستقبل. لدينا حماس حيال الفرص المستقبلية، ونثق في قدرتنا على التعرف إلى هذه الفرص والاستفادة منها. وبذلك، سنضمن احتفاظ «أديا» بمكانته الجيدة كما ظل طوال الــ 45 عاماً الماضية، واستمراريته في أداء مهمته المتمثلة في دعم ازدهار أبوظبي.

وأشار سموه إلى أنه خلال 2021، حافظت البنوك المركزية الرئيسية حول العالم على سياسات نقدية ملائمة، حيث أبقت على أسعار الفائدة قريبة من الصفر وضخت سيولة في الأسواق عبر سياسة التخفيف الكمي، ووافقت اقتصادات عالمية رئيسية على حوافز نقدية كبيرة للحد من آثار الجائحة، وأضاف أن هذه التدابير أسهمت في التعامل مع المشاكل المهمة التي أعاقت تقدم الأسواق في الأعوام الماضية، بما في ذلك ظهور متحورات فيروس كورونا وأعطال سلاسل الإمدادات والتضخم المتسارع.

وذكر التقرير أن الجهاز استفاد من وضع ملفات الأسهم للاستفادة من التوجهات المنبثقة، بما في ذلك الفرص الناشئة عن استجابات الحكومات المختلفة لتداعيات الجائحة. وتابع الجهاز التركيز على تبسيط هياكل الحوكمة ودمج المرونة الداخلية مما أدى إلى تغييرات في الإجراءات الداخلية وهياكل الإدارات، وأدى ذلك إلى تعزيز مكاسب الفعالية مع زيادة وضوح متطلبات السيولة وأنشطة إدارة النقد، كما أسهم ذلك في تعزيز قدرة الجهاز على دراسة استراتيجية الاستثمار وتقييم المخاطر.

وتم تحديث عدد من نطاقات التخصيص في الملف الاستراتيجي طويل المدى لجهاز أبوظبي للاستثمار في عام 2021، وتوافقت هذه القرارات مع التغييرات في الترجيحات الإقليمية في المؤشرات العالمية على أساس جغرافي بشكل يعكس النمو في الأسواق الخاصة خلال السنوات الأخيرة من منظور فئة الأصول.

بناء المهارات

وخلال السنوات الأخيرة، قام الجهاز ببناء مجموعات المهارات الداخلية في الاستثمار الكمي والقائم على البيانات مع مقاربة أكثر منهجية مبنية على العلم، كما يهتم الجهاز بجذب المواهب الجديدة واستهداف ذوي الخلفيات العلمية والتكنولوجية والهندسية والرياضي وذوي الخبرات الكبيرة في مجالات البحث والتطوير. ويستهدف الجهاز تعزيز العقليات التكنولوجية والعلمية. وفي إطار هذه العملية المستمرة، يعتزم الجهاز إطلاق استراتيجية كمية داخلية في عام 2022 وتعزيز نمو قدرات تحليل البيانات في الجهاز. وعمل جهاز أبوظبي للاستثمار على دمج الاعتبارات الهادفة إلى معالجة تغير المناخ في عمليته الاستثمارية في عام 2018 ويواصل تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ ضمن فئات الأصول.

وبينما كان عام 2021 عاماً جيداً فيما يخص عائدات جهاز أبوظبي للاستثمار، فقد شهد زخماً متنامياً في تنفيذ رؤية الجهاز للمستقبل. وحقق الجهاز تقدماً كبيراً في عام 2021 فيما يخص تنفيذ الأولويات المؤسسية، حيث اتبع مقاربة أكثر منهجية في تحديد واستغلال الفرص. وتضمن ذلك توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات والتحليلات واعتماد منهجية علمية في كل قطاعات الجهاز، كما واصل الجهاز تحديد أولوياته للاستفادة من القوة الكاملة لملفه الإجمالي من خلال تعزيز قدرته على تحديد المخاطر والفرص على المستوى الكلي والتصرف بناء على ذلك. ويستمر الجهاز في تقييم المتطلبات المؤسسية وتعزيز المرونة الداخلية. وفي هذا الإطار، أعاد الجهاز تنظيم عدد من الإدارات في عام 2021 وأسس إدارة المحفظة الأساسية وإدارة خدمات الاستثمار المركزية، حيث تلعب الإدارتان دوراً مهماً في دعم منهجية ملف الجهاز.

تبسيط الأنظمة

بالتوازي مع التغييرات الهيكلية، حقق الجهاز تقدماً كبيراً في تبسيط الأنظمة والإجراءات لتعزيز قدرته على التحرك بشكل سريع عند تحديد الفرص المتغيرة سريعاً، وتشمل هذه الجهود تعزيز استقلال مديري الخط الأمامي ودعم أنظمة الجهاز التكنولوجية بجهاز تعزيز المكاتب الأمامية والمتوسطة وتبسيط الإجراءات الداخلية وهياكل الحوكمة.