أظهر مسح «البيان الاقتصادي»، أن أسواق المال الإماراتية حققت أفضل أداء بين البورصات العالمية خلال 2021، مدعومة بجملة من المحفزات الرئيسية علي رأسها قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وقدرته على مجابهة تحديات «كوفيد 19»، وارتفاع معدلات التطعيم لمستويات عالمية، والتفاؤل بانعقاد فعاليات وأحداث ضخمة في مقدمتها «إكسبو دبي» إضافة إلى الإدراجات الجديدة والمرتقبة، وخطط تطوير الأسواق ومضاعفة قيمتها السوقية فضلاً عن القرار بإنشاء صندوق صانع سوق بقيمة ملياري درهم وصندوق صانع سوق بقيمة ملياري درهم.
ووفق مسح «البيان الاقتصادي»، حقق سوق أبوظبي للأوراق المالية أكبر وتيرة ارتفاع على المستوى العالمي منذ بداية العام 67.5%، فيما زاد سوق دبي 28.5% وبورصة ناسداك دبي 38%.
وارتفعت بورصة السعودية 28.8% والأردن 27.4% والكويت 27.1% والبحرين 20.2% والمغرب 17.7% ومسقط 13.2% وقطر 11.9% ومصر 9.7% وتونس 1.1%. وعلى الصعيد العالمي، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز الأمريكي، الذي يضم أكبر 500 شركة مالية من بنوك ومؤسسات، 27.4%، سينسكس الهندي 21.2% ومؤشر «فوتسي 100»، أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية 14.1% ونيكاي الياباني 5.9% وشانغهاي الصيني 4.5%.
حراك قوي
وقال محللون وخبراء أسواق مال لـ«البيان الاقتصادي»، إن المكاسب القوية التي حققتها الأسهم المحلية خلال 2021 استندت إلى الدعم بشكل رئيسي من عدة محفزات على رأسها صمود اقتصاد الإمارات أمام تداعيات كورونا، وإقامة «إكسبو 2020 دبي»، والصعود القوي لأسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى الحراك القوي الذي شهدته الأسواق هذا العام لا سيما بعد الإعلان عن خطة التطوير الأخيرة في سوق دبي المالي وإدراج مرتقب لعشر شركات حكومية وغير حكومية، فضلاً عن زيادة ساعات التداول إلى 5 ما أسهم في زيادة قيم وأحجام التداولات. وأضافوا أن المحفزات والقرارات الإيجابية التي شهدتها الأسواق أسهمت بشكل كبير في زيادة عمق الأسواق ورفع السيولة إلى مستويات قياسية.
وقال رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست» إن أداء الأسواق الإماراتية في 2021 كان مميزاً بقيادة سوق أبوظبي بعدما حقق أفضل أداء على قائمة الأسواق العالمية الأعلى، كما سجل سوق دبي نمواً جيداً وسط أجواء إيجابية وحالة من النشاط والزخم بدعم رئيسي من قوة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على مجابهة تحديات «كورونا»، إضافة إلى نشاط الأسواق المحلية مع إدراج العديد من الأسهم في سوق أبوظبي إضافة إلى الإدراجات الضخمة المرتقبة في سوق دبي المالي.
تحسن المعنويات
وأضاف دياب أن من بين العوامل أيضاً التي عززت من وتيرة التفاؤل وأسهمت في تحسن معنويات المستثمرين في الأسواق تسارع وتيرة التطعيم ضد «كوفيد 19» في الإمارات مع وصولها إلى مستويات تعد بين الأعلى عالمياً، وعودة الحياة والأنشطة الاقتصادية في الدولة تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، إضافة إلى النتائج المالية القوية للشركات في الأرباع الثلاثة الأخيرة والتي أظهرت نمواً ملحوظاً في دلالة على تخطي تأثيرات «كورونا».
وتوقع دياب استمرار الأداء الإيجابي للأسواق الإماراتية في العام الجديد مع استمرار أساسيات السوق القوية والتوقعات بأن تشهد الشركات المزيد من النمو مع استمرار ضخ سيولة ضخمة بفضل الإدراجات المرتقبة في الإمارات وخصوصاً سوق دبي وتشمل 10 شركات حكومية وشبه حكومية، مشيراً إلى استمرار الدعم الحكومي للاقتصاد بشكل عام والمناخ الملائم للاستثمار في ظل القوانين والأنظمة الميسرة والمشجعة استقطاب المستثمرين العالميين.
قوة الاقتصاد
من جانبه، قال المحلل الفني وخبير أسواق المال محمد محيي الدين، إن الأسواق الإماراتية حققت أداء لافتاً خلال 2021 مع نمو مضطرد في أحجام وقيم التداولات، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وقدرته على التصدي للجائحة، وهو ما دفع سوق أبوظبي لتسجيل مستويات قياسية هي الأعلى في تاريخه. كما حلق سوق دبي أيضاً لمستويات هي الأعلى منذ سنوات.
وأضاف محيي الدين أن سوق دبي حقق أداء قوياً في الشهرين الماضيين بعد الإعلان عن السعي لمضاعفة قيمة أسواق دبي المالية وبورصاتها إلى 3 تريليونات درهم، في خطوة من شأنها إعطاء دفعة قوية للقطاع المالي في الإمارة، وتحفّيز وتيرة النمو بما يحقق نقلة نوعية لأسواق دبي المالية إلى آفاق غير مسبوقة، بينما استمر سوق أبوظبي في وتيرة الصعود التي بدأها منذ بداية العام مع توالي الإعلان عن محفزات وإدراجات جديدة شملت «أدنوك للحفر» و«فيرتغلوب» و«ملتيبلاي».
اتجاه صاعد
وتوقع محيي الدين أن يواصل سوق دبي التحرك في اتجاه صاعد حيث يجد دعماً عند مستوى 3000 نقطة، مستهدفاً مستوى المقاومة 3300 نقطة ومع اختراقها يستهدف مستوى 3600 نقطة، مشيراً إلى أن سوق أبوظبي يتحرك أيضاً في اتجاه صاعد، حيث يجد مستوى دعم عند 8180 نقطة ومستوى مقاومة عند 9075 نقطة والتي من المتوقع اختراقها خلال العام الجديد على أن يستهدف بعدها حاجز 10 آلاف نقطة.
وقال فيجاي فاليشا مدير المخاطر المالية وكبير محللي الأسواق لدى سينشري فايننشال، إن أسهم الإمارات كانت من بين الأفضل في العالم خلال العام الجاري مع ارتفاع سوق دبي المالي بقرابة 28%، وتحقيق سوق أبوظبي مكاسب قياسية بلغت 68%. وتوقع أن تواصل الأداء الإيجابي في العام الجديد في ظل التوقعات بنتائج سنوية قوية للشركات المدرجة.
